أودت جائحة الكورونا البيولوجية بالعديد من الأرواح البشرية فيما عزلت من تبقى على قيد الحياة عن الحياة الطبيعية للبشر, كما حولت بعض المدن المزدحمة بالسكان في مختلف الدول إلى منطقة أشباح يمنع الذهاب والإياب منها وإليها.. لقد تفشت هذه الظاهرة البيولوجية بشكل رهيب ولم تقف عند الضوء الأخضر الذي أُشعل لها من أجل مآرب في نفس من صنّع هذا الفيروس, ففي الأخير وكما يقال نجحت العملية لكن المريض مات !!.
لا أستطيع تصديق الواقع المزري الذي وصلت إليه “أمريكا” من أرقام مخيفة لمصابي الكورونا وأرقام الوفيات الناتجة عنه, حيث أن “الأمريكيين” بسياستهم الكاذبة نستطيع أن نقول إنهم من اخترعوا الكذب بجميع أنواعه وأحجامه وألوانه, لكن نستطيع ربط الأحداث والوقائع حتى نصل إلى نتيجة مقنعة بأن السحر انقلب على الساحر, أو أنها لعبة صهيوأمريكية أتت أكلها بنجاح بارز “للنتن ياهو” واستقراره في منصبه لمدة 18 شهراً إضافياً, ويبقى مصير ترامب المختل عقليا هو الدليل البارز للهدف الحقيقي من فيروس كورونا.
نعم “أمريكا” اليوم تتلقى الضربات الموجعة اقتصادياً، سياسيا دبلوماسيا وعلى مستوى حياة الإنسان, لكن في ذات الوقت يستغلون وضعهم الصعب لتسييس هذه الجائحة بتوجيه أصابع الاتهام باتجاه الصين التي هي الأخرى دفعت ثمن ذلك غاليا والمستفيد من ذلك الثمن هي أمريكا !!.
أما بالنسبة لانهيار سعر النفط فالعامل الرئيسي لتراجع الأسعار هو انخفاض الطلب العالمي على النفط بشكل عام, بسبب جائحة كورونا التي أجبرت العالم على إغلاق معظم الأنشطة الاقتصادية, خاصة السفر جواً أو براً أو بحراً.
والعامل الثاني هو حرب أسعار النفط التي أشعلتها المملكة السعودية بسبب الخلاف مع روسيا حول تخفيض الإنتاج كما ذكر أحد المحللين السياسيين.
لكن الأرجح هو أن جائحة الكورونا هي السبب الرئيسي في كل ما حدث وما سيحدث مستقبلا من تدهور أسعار النفط وكسرا للاقتصاد في العالم وليس في “أمريكا” فقط, فلا يوجد حياة بدون إنسان كما لا يوجد اقتصاد من دون حياة وتصنيع وتجارة وسياحة وووو..إلخ.
وهذ ما حد منه “كورونا ” ليس بالنسبة “لأمريكا” فقط فهنالك المملكة السعودية التي خسرت جميع رهاناتها ووقعت في شباك العنكبوت المنصوبية للاغبياء, كما أن نفطهم على حافة الهلاك ولا يوجد حج ولا عمرة ولا سياحة ولا دسكو حلال ولا حفلات مجون بل يوجد البديل بشكل وفير ومتفرع إلا وهو الـ “كورونا” ففي هذا الوقت يجب على المملكة تعديل سياستها وانقاذ اقتصادها وصيتها كما هو حال العالم, ها هم يواصلون عدوانهم الآثم وحصارهم الخانق على اليمن في خطوات هي الأخطر في حد ذاتها ليس على اليمن بل على مستقبل المملكة السعودية والشعب السعودي!!.
فماذا بعد الزلزال الاقتصادي المفاجئ؟ وماذا بعد كورونا؟ هل انتهت مفاجآت أمريكا للقرن الواحد والعشرون أم أن هذه ليست إلا البدايات في ظل خنوع الكثير من الشعوب العربية وارتهان الحكومات العربية ” للقرار الصهيوأمريكي” وإلى متى كل ذلك ؟!.
فهل حقا أصبحت أمريكا ربهم الأعلى؟ وهل حقا سيعود العالم إلى ما قبل القرن العشرين في جميع مجالات الحياة خاصة فيما يخص النفط؟ لن نستبق الأحداث بل سندعها تكشف عن نفسها رويداً رويداً, وإن غداً لناظره قريب.