الوحدة اليمنية منجزا تاريخياً نسف اوهام المستعمِر القديم وتحطمت على صخرته اليوم مغامرة المُحتل الجديد، بل هي ذلك المجد الصامت على إمتداد قرون طوال،من عمر الزمن وأحقاب التاريخ.
اليوم وبمناسبة مرور ثلاثين عاماً على إعادة تحقيقها وفي مرحلة حرجة من تاريخ اليمن تبرز أمامنا شواهد احداث مليئة بالدروس والعبر التي هي بمثابة براهين دامغة لأيّ يمني اشتهى إضاعة بوصلة اليمن الموحد الكبير.
براهين ليست من وحي الخيال السينمائي ولكنها شواهد وحقائق مؤلمة نترك اليوم عدسات المصورين وقنوات البث التلفزيونية المباشرة هي من تتحدث حتى ننال الانصاف ونكون في قلب الحقيقة.. مشاهد مأساوية ضحاياها ابناء جلدتنا في المناطق الجنوبية المحتلة وابطالها قراصنة الموانئ البحرية.
شواهد ازاحت الستار عن اهداف واطماع خفية ظلت لسنوات تحت رماد الابتسامة الغادرة في وجه أعظم انجاز وطني اعاد تحقيقه كل، ابناء اليمن.
ولهذا دفاعنا اليوم عن الوحدة ليس دفاعاً عن تلك الأخطاء التي رافقت إعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة، كون تلك الأخطاء لاتُمّثِل الوحدة في شي...فـ الأخطاء والممارسات الأقصائية كانت او التهميشية ان وجدت بحق اخواننا في الجنوب ،لاتمثل سوى من اقدموا على ممارستها،كانوا من "صنعاء" او من عدن.
دفاعنا اليوم عن الوحدة هو في اطار مبادرة رد الجميل لمنجز اقتلع ذالك المشروع التمزيقي الاستعماري البغيظ الذي عمد على تمزيق الأرض اليمنية الموّحدة؛ واشعل فتيل ثقافة الحقد والكراهية فيمابين الأسرة اليمنية الواحدة.
ومن هُنا وعبر احدى الوسائل الإعلامية الالكترونية ابعث برسالة أخوية إليكم إخواننا أبناء الجنوب الذين تدركون جيدا عظمة هذا المنجز الوطني الكبير ، بان يجب عليكم ان لا تتركوا مجالاً لأولئك المتاجرين بمنجز اعاد لليمن وابنائه كرامتهُ و حريتهُ واستقلاله..
نحن معكم اخواننا ابناء الجنوب وإلى جانب مطالبكم المشروعة، في حين ان تلك المطالب لاتمس كيان الوحدة او تهدد رسوخها ؛ او تكون رهينة مشاريع واطماع خارجية... نحن معكم في استعاده الحقوق والممتلكات المسلوبة، ولكن بالطريقة المشروعة شرعاً وقانونا.. وليس وفق السيناريو الإماراتي.
نحن معكم في حين ان تكون قراراتكم من رحم الانتماء لليمن الكبير الموّحد وليس لتمرير المشاريع التخريبية المستوردة من ازقة تَدّعي بأنّها إمارات عربية وهي في الأساس لسان حال المستعمر القديم بريطانيا.
اليمن لا ينقصه بث ثقافة التشظي والشتات ..
كونوا أحفادا لمن أمتدحهم الدين اﻹسلامي منهم القادة الذين خاضوا المعارك لنشر اﻹسلام، ونصرتة، من أفريقيا الى لشبونة من إسبانيا حتى الهند،قال فيهم رسول الله هم "أرق أفئدة وألين قلوبا"كونوا ادوات بناء لا معاول هدم...كونوا احرارا ..كونوا كما يجب ان تكونوا.
اما الوحدة اليمنية ستظل باذن الله كما هي حقيقة تاريخية لا ينكرها إلاّ حفنة قليلة من الاغبياء الذين ليس لهم اي مشروع وطني سوى التسبيح في فلك "آل زايد" ومن في فصيلهم.