منذ عدة سنوات مضت كان مؤسس عملاق التكنولوجيا الأمريكية (مايكروسوفت)، بيل غيتس، يحذر قادة الدول العظمى من خطورة حدوث وباء عالمي يلوح بالأفق.
وفي مقابلة مع صحيفة "وول ستريت جورنال"، أمس الاثنين، قال غيتس: "أتمنى لو فعلت المزيد للفت الانتباه إلى الخطر. أنا أشعر بالأسف".
بدأ غيتس بالتحذير من خطر انتشار جائحة عام 2014، في ذلك الوقت كان الإيبولا أول الزائرين الخطيرين على البشرية.
وفي العام التالي، أي في عام 2015، ألقى غيتس حديثاً في منصة "TED"، واصفاً الأمراض المعدية بأنها تهديد أكبر للعالم من الحرب النووية.
وكتب غيتس في مجلة "New England Journal of Medicine": إن "الوباء هو واحد من الكوارث القليلة التي يمكن أن تعيد العالم بشكل كبير إلى الوراء في العقود القليلة المقبلة".
حاول غيتس إقناع قادة العالم الذين التقى بهم، ومن ضمنهم الرئيس المنتخب آنذاك دونالد ترامب، في عام 2016، لكن إقناع السياسيين بإنفاق مبالغ هائلة من المال على شيء لم يكن تهديداً فورياً كان مهمة صعبة، وفقاً لغيتس.
وقال أمس لصحيفة "وول ستريت جورنال": إنه يأسف لعدم الدفع بقوة، "أتمنى أن تؤدي التحذيرات التي قدمتها أنا والأشخاص الآخرون إلى عمل عالمي أكثر تنسيقاً".
وأضاف: "آمل الآن أن القادة حول العالم، والمسؤولين عن حماية مواطنيهم، سيأخذون ما تعلموه من هذه المأساة ويستثمرون في أنظمة لمنع تفشي الأمراض في المستقبل".
يذكر أن مؤسسة غيتس قد خصصت مبلغ 305 ملايين دولار لمكافحة الفيروسات التاجية حتى الآن، ويقول غيتس إنه يتوقع استثمار المزيد قبل انتهاء الجائحة.
إن موقف غيتس الثابت من الفيروسات التاجية وإجراءات السلامة جعلته هدفاً لمنظري المؤامرة في الفترة الماضية، كما جعلته العلاقة الوثيقة لمؤسسته مع منظمة الصحة العالمية من أشد المنتقدين لقرار ترامب الأخير بالتوقف عن تمويل منظمة الصحة العالمية.
وقد أيد غيتس عمليات "الإغلاق الجماعي" لوقف انتشار المرض، وتوقع في أوائل أبريل أن الحياة قد تبدأ بالعودة إلى بعض مظاهرها الطبيعية في يونيو.
لكن بعد نحو أسبوعين ونصف تلاشى هذا التفاؤل؛ حيث قال إنه قلق للغاية بشأن موجة ثانية من "COVID-19" تضرب الولايات المتحدة، عندما بدأت الولايات بتخفيف قواعد التباعد الاجتماعي وإعادة فتح متاجر البيع بالتجزئة