لا توحي التصريحات الرسمية باقتراب انتهاء أزمة كورونا، بل ما زالت السلطات في دول الخليج تحث المواطنين على اتباع التعليمات بشكل كامل وعدم التغافل عنها.
لماذا تأثرت الدول الخليجية اقتصادياً بسبب كورونا؟
بسبب اعتماد خمس دول خليجية ما عدا قطر على النفط كأساس في موازناتها العامة، حيث أدت جائحة كورونا لانخفاض أسعار الخام إلى ما دون الصفر، بهبوط تاريخي، مترافقاً بقلة الطلب بالأسواق العالمية عليه.
متى يتوقع تطوير لقاح لعلاج كورونا؟
يحتاج إلى فترة تتراوح ما بين عام و18 شهراً.
يواجه العالم برمته استمرار تفشي فيروس كورونا المستجد، وسط أزمات متصاعدة في جميع المناحي الاقتصادية والاجتماعية والحياتية.
ولم يواجه الكوكب مثل هذه الأزمة العالمية الواسعة والمستمرة في العقود الماضية على الأقل، خصوصاً أن نهاية الأزمة غير واضحة المعالم، وقد تستمر لوقت غير معروف.
وتعتقد الحكومات أن تسطيح "منحنى العدوى" هو أفضل طريقة لإبطاء انتشار المرض بقدر الإمكان؛ لكي توزع الإصابات على نطاق زمني أطول مع إبقائها عند مستوى يتناسب مع قدرة القطاع الصحي.
وهذا ببساطة سيوفر المزيد من الوقت للحكومات وللأنظمة الصحية لكي تجهز ما تحتاجه من معدات وقدرة استيعابية.
ويعد التزام الشعوب بإجراءات العزل الصحي والتباعد الاجتماعي ضرورياً لتقليل أعداد المصابين بالفيروس، ومن ثم عدد الوفيات المرتبطة به، ولكن حتى لو استجاب الناس بشكل مثالي لهذه الإجراءات فإن خطر الوباء لن يزول، وما دام الفيروس موجوداً في مكان ما فهناك احتمال بأن يعود للانتشار بشكل أكثر عنفاً بمجرد أن يرخي الجميع قبضته.
الخليج لا يتوقع انفراجة قريبة
وتعد منطقة الخليج العربي جزءاً من هذا العالم الذي كان مفتوحاً على بعضه قبل أزمة كورونا، وما زال مغلقاً بسببها، وسط مؤشرات على تخفيف القيود والتدابير الاحترازية التي فُرضت لمواجهة تفشيه.
وتعتبر أعداد المصابين والوفيات في دول الخليج قليلة مقارنة بالدول الأوروبية والآسيوية، إلا أن التدابير الاحترازية المفروضة ما زالت واسعة وإن خففت بعض الحكومات منها في الأيام الماضية.
ومع ذلك لا توحي التصريحات الرسمية باقتراب انتهاء أزمة كورونا، بل ما زالت السلطات الخليجية تحث المواطنين على اتباع التعليمات بشكل كامل وعدم التغافل عنها.
وكانت آخر تلك التصريحات ما جاء على لسان وزير الصحة العُماني، أحمد البوسعيدي، الذي قال إن هناك توقعات بأن تستمر جائحة كورونا أشهراً أو سنوات، ولا بد أن تدرس الدول كيفية عودة الحياة إلى الوضع الطبيعي.
وأضاف البوسعيدي خلال مؤتمر صحفي، يوم الخميس (7 مايو 2020): إن "مرض (كوفيد-19) ليس بالسهولة التي ذكرت في بداية الوباء، والحياة مع الأسف لن ترجع إلى طبيعتها إلا أن يوجد إما علاج شامل أو تطعيم".
وإن كان الوزير العُماني قد ترك باب وقت انتهاء الوباء مفتوحاً إلا أنه لم يكن متفائلاً باقتراب نهايته.
كورونا
وسبق وزيرَ الصحة العُماني نظيره السعودي توفيق الربيعة، الذي أكّد في 6 مايو 2020: "ما زلت أقول إن الخطر ما زال قائماً، ودعمكم ومساعدتكم في تطبيق الإجراءات الوقائية مهم جداً في هذه الجائحة، فأنتم شركاء لنا في مواجهة الفيروس".
ولم يحدد الربيعة خطاً زمنياً واضحاً لانتهاء أزمة كورونا في المملكة، وإن كانت الرياض قد بدأت بتخفيف بعض التدابير عبر إنهاء الحظر الشامل والإبقاء على الجزئي، وإعادة افتتاح بعض الأسواق والأعمال التجارية مع التذكير بضرورة أخذ الحذر.
أما وزير الصحة الكويتي، الشيخ باسل الصباح، فقد كان له توقع مختلف عن نظرائه الوزراء؛ فقد قال في أبريل الماضي إنه يتوقع استمرار أزمة وباء كورونا على مستوى العالم حتى أوائل العام المقبل 2021.
ورجح أن تتضاعف أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد في مايو الجاري، وفق تقديراته.
وأوضح الوزير الكويتي في تصريحاته أن أعداد الإصابات بالفيروس حول العالم لا تزال في منحنى صعود حاد، معرباً عن أمله في انخفاض حدة هذا المنحنى.
وبهذا يتفق الوزراء الثلاثة على أن أزمة كورونا لا يبدو أنها قريبة الانتهاء، وإن لازمتها إعادة للأعمال التجارية وتخفيف بعض الإجراءات الاحترازية التي تضمن استمرار حالة الاقتصاد حتى لا يصاب بالشلل ويصعب إنقاذه فيما بعد.
وتأثرت دول الخليج بشكل كبير ومتباين بسبب اعتمادها كلها -ما عدا قطر- على النفط كأساس في موازناتها العامة، حيث أدت جائحة كورونا لانخفاض أسعار الخام إلى ما دون الصفر، بهبوط تاريخي ترافق بقلة الطلب بالأسواق العالمية عليه.
في المقابل توقعت دراسة أعدتها جامعة سنغافورة توقيت انتهاء أزمة جائحة كورونا في العديد من دول العالم، ومن ضمنها دول الخليج.
واعتمدت الدراسة على البيانات الرسمية المقدمة من السلطات الرسمية حول الإصابات ودورة حياة الفيروس في تلك البلدان.
وبحسب الدراسة فإن الفيروس سينتهي في السعودية تماماً في 21 يناير 2021، وفي قطر سينتهي تماماً في 16 أكتوبر القادم، وفي دولة الإمارات في 23 يوليو المقبل.
وأضافت الدراسة أن المرجح أن ينتهي الفيروس تماماً في الكويت في 13 يناير 2021، وفي البحرين في 27 ديسمبر القادم، وفي سلطنة عُمان في 17 يوليو المقبل.
توقعات عالمية
وعلى المستوى العالمي بدأت الدول تتحدث عن عودة جزئية للحياة السابقة مع تخفيف في التدابير الاحترازية، لكن دون تحديد وقت دقيق لانتهاء الأزمة التي تواجه كل الحكومات.
فقد قال هيلج براون، كبير موظفي مكتب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لإذاعة "دويتشلاندفونك" المحلية، يوم الخميس (7 مايو 2020)، إن جائحة فيروس كورونا ستستمر لبقية العام على أقل تقدير.
وأضاف براون: "لسنا الآن في مرحلة ما بعد الجائحة.. بل نعيش في ذروة جائحة ستبقى معنا لبعض الوقت، على الأقل خلال هذا العام، وهذه وجهة نظر متفائلة جداً"، وفقاً لما نقلته وكالة "رويترز" للأنباء.
ويأتي حديث المسؤول الألماني في ظل تخفيف تدابير العزل العام الموجود في البلاد، وسط قيام الحكومة الألمانية بوضع آلية في الوقت ذاته تسمح بتجديد القيود في حال انتشار العدوى مرة أخرى.
أما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فقد قال بمؤتمر صحفي (4 مايو 2020): "أعتقد أننا سنحصل على لقاح بحلول نهاية العام. سيقول الأطباء: حسناً يجب ألا تقول ذلك.. سأقول ما أعتقد.. سنحصل على لقاح عاجلاً وليس آجلاً".
وحذر كثيرون من خبراء الصحة، ومن ضمنهم الدكتور أنتوني فاوتشي، كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة، من أن تطوير لقاح يحتاج إلى فترة تتراوح ما بين عام و18 شهراً.
وقال ترامب أيضاً إنه يريد أن يعود الطلاب إلى المدارس والجامعات في الخريف، حتى مع الاعتراف بإمكانية عودة ظهور المرض.
وهذا ما يشير إلى إمكانية استمرار انتشار الفيروس في الولايات المتحدة إلى الربع الأخير من العام الجاري.