أطلقت حركة "طالبان" الأفغانية سراح 60 أسيراً من القوات الحكومية، وذلك تطبيقاً لبنود اتفاق إحلال السلام في أفغانستان، الذي وقعته الحركة مع الولايات المتحدة بالدوحة، نهاية فبراير الماضي.
وأفاد المتحدث باسم مكتب "طالبان" في العاصمة القطرية الدوحة، محمد سهيل شاهين، في سلسلة تغريدات نشرها على حسابه بموقع "تويتر"، أمس السبت، بأن الحركة أفرجت عن 60 معتقلاً من القوات الحكومية على دفعات.
#
وقال شاهين: "شملت كل دفعة 20 معتقلاً من القوات الحكومية الأفغانية في ولاية لغمان شرقي البلاد، وقندهار، وكابول، حيث تم إعطاء كل واحد منهم أجرة مالية للتنقل وملابس جديدة".
بدوره، أعلن المتحدث باسم مجلس الأمن الوطني الأفغاني، جاويد فيصل، أن 19 شخصاً فقط من أصل الـ60 المفرج عنهم عسكريون، والبقية مدنيون.
وقال فيصل: إن "طالبان أفرجت عن 20 شخصاً في ولاية قندهار، وبينهم 10 عسكريين و10 مدنيين، منهم 4 قاصرون".
وبيَّن أن الحركة أخلت كذلك سبيل 40 آخرين في لغمان، وبينهم فقط 9 عسكريين، وتعرَّض بعضهم لأعمال تعذيب.
وشدد المسؤول الأفغاني على أن من الضروري تطبيق "طالبان" التزاماتها الخاصة بالإفراج عن المعتقلين العسكريين وعدم إخضاعهم لأي أعمال تعذيب.
يشار إلى أن الحكومة الأفغانية أفرجت في (8 أبريل الجاري)، عن 100 سجين من حركة طالبان، وذلك تطبيقاً لأول بنود اتفاق إحلال السلام بأفغانستان، الذي وقعته الحركة مع الولايات المتحدة في الدوحة، نهاية فبراير الماضي.
وكانت الحكومة الأفغانية وحركة "طالبان" قد أجرتا، الشهر الماضي، الجولة الأولى من المفاوضات عبر دائرة تلفزيونية مغلقة حول قضية تبادل الأسرى، بوساطة من الولايات المتحدة وقطر.
ووقَّع المبعوث الأمريكي إلى أفغانستان، زلماي خليل زاد، ونائب الشؤون السياسية لحركة طالبان، الملا عبد الغني برادر، اتفاق السلام بالعاصمة القطرية الدوحة، في 29 فبراير الماضي، لإنهاء الحرب في أفغانستان، في حين أشاد الطرفان بدور قطر في دعم الاتفاق التاريخي.
وبموجب الاتفاق تخفض واشنطن عديداً من قواتها بأفغانستان إلى 8600 في غضون 135 يوماً، ثم تبدأ هي وحلفاؤها بسحب قواتهم المتبقية من 5 قواعد عسكرية في غضون 14 شهراً من توقيع الاتفاق.
كما تلتزم الولايات المتحدة الامتناع عن استخدام القوة والتدخل في شؤون أفغانستان الداخلية، وتحترم سيادة البلاد، مع التزامها بدء العمل فوراً مع جميع الأطراف المعنية، على خطة لإطلاق سراح السجناء السياسيين والمقاتلين.
ووفق مصادر رسمية، هناك بين 12 و15 ألف سجين في المعتقلات الأفغانية، بينهم أجانب من باكستان وآسيا الوسطى ودول الخليج.
وتطالب "طالبان" بالإفراج عن 5 آلاف من مقاتليها مقابل إطلاق سراح ألف أسير، بينهم عناصر أمن ومسؤولون في الحكومة الأفغانية.
إلا أن الحكومة تصر على إطلاق سراح معتقلي "طالبان" على مراحل، إلى جانب المفاوضات بين أطراف الصراع الأفغاني وتنفيذ وقف إطلاق النار