اتهم وزير الخارجية الفنزويلي، خورخي أريازا، واشنطن بالتحريض على انقلاب في بلاده، داعياً إلى إدانة ما تفعله.
وفي كلمة له في جلسة طارئة حول فنزويلا في مجلس الأمن، أكد أريازا إفشال الجيش الفنزويلي للانقلاب، مشدداً على أن استخدام القوة ضد بلاده تعد مخالفة لكل القوانين والأعراف الدولية، وأعرب عن استغرابه للموقف الأوروبي التابع لواشنطن حول أحداث فنزويلا.
كما انتقد المندوب الفنزويلي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وقال "ماكرون يكرس وقته لمهاجمة فنزويلا بدل أن يهتم بمطالب جماعة السترات الصفر"، كما انتقد التحريض الأميركي على إجراء انقلاب عسكري في بلاده، وخصوصاً ما صدر من وزير الخارجية الأميركي ونائب الرئيس الأميركي.
المندوب الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أكد أن الولايات المتحدة الأميركية تنفذ انقلاباً في فنزويلا، معتبراً أن هذه الأعمال تشكّل تهديداً للسلام، مؤكّداً أنه وأمام أعين الجميع تحاول واشنطن، في انتهاك لكل معايير القانون الدولي، تنفيذ انقلاب في هذا البلد.
نيبينزيا الذي اعترض على جدول الأعمال الذي على أساسه تمت الدعوة إلى الجلسة في مجلس الأمن اليوم، اعتبر أن "الإجراءات الوحشية والعدوانية من جانب الولايات المتحدة وحلفائها التي تهدف إلى الإطاحة بالرئيس الشرعي لفنزويلا هي التي تشكّل تهديداً للعالم".
واعتبر المندوب الروسي أن هذا الاجتماع هو تهديد للسلم الدولي نتيجة تدخل واشنطن بشؤون دولة أخرى، وما تقوم به هو لأن فنزويلا اعتمدت سياسات اقتصادية مستقلة.
وقال نيبينزيا إن موسكو ترفض التدخل الأميركي في شؤون فنزويلا الداخلية وسياستها ضدّ القانون الدولي، كاشفاً أن واشنطن تدخلت بشكل مباشر في الانتخابات النيابية والرئاسية في فنزويلا، وبعد الانتخابات بدأت محاولات إسقاط الرئيس مادورو. وأضاف أن روسيا تعرب عن أسفها لتوريط واشنطن مجلس الأمن في لعبة قذرة، معتبراً أن المجلس منقسم حيال هذه القضية.
وشدد المندوب الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة على أن تغيير الأنظمة بالقوة جزء من سياسة الولايات المتحدة الخارجية، ووجه سؤالاً إلى وزير الخارجية الأميركي: "هل ستستخدمون القوة ضد دولة ذات سيادة؟"، داعياً إلى تجنب التهديدات وإطلاق حوار حقيقي في فنزويلا.
من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن الرئيس السابق مادورو مسؤول بالكامل عما يحصل في فنزويلا، و"دفع الفنزويليين إلى البحث عما يأكلونه"، مضيفاً أن "الوضع الإنساني في فنزويلا يتطلب اتخاذ اجراءات فورية".
بومبيو وفي كلمة أمام مجلس الأمن قال إن هناك قائد جديد في فنزويلا الآن هو خوان غوايدو، شارحاً كيف أن روسيا والصين وغيرهما رفضوا دعم حكومة غوايدو وبذلك هم "لايدعمون الأعراف الدولية".
وزعم أن الولايات المتحدة هي الصديق الحقيقي لشعب فنزويلا، داعياً للعمل على إعادة البلاد إلى مسارها الديمقراطي.
كما أكد أن الدبلوماسيون في فنزويلا سيسعون إلى حماية أنفسهم وفق اتفاقية فيينا، معتبراً أن حكومة ديمقراطية بقيادة غوايدو يمكنها أن تنهي الكابوس الذي يعيشه الشعب الفنزويلي
بومبيو دعا أيضاً كل اعضاء مجلس الأمن إلى دعم التحول الديمقراطي في فنزويلا والرئيس غوايدو.
بدوره، أعلن رئيس مجلس الأمن الدولي نتيجة التصويت في مجلس الأمن، وكانت 9 أصوات مؤيدة لجدول الأعمال الأميركي، وبالتالي تم اعتماده.
روز ماري دي كارلو، وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية، قالت إنه يجب المضي في عملية سياسية سلمية جامعة لا تستثني أحداً من الشعب الفنزويلي، مضيفة أنه على جميع الأفرقاء في فنزويلا التحلي بضبط النفس لعدم تدهور الوضع.