اقتحم محتجون عراقيون سفارة واشنطن في العاصمة العراقية بغداد؛ اليوم الثلاثاء، للتنديد باستهداف الضربات الأمريكية مليشيات عراقية موالية لإيران، غربي البلاد.
وأحرق محتجون إحدى بوابات السفارة، إضافة إلى نقاط أمنية حولها، وسط حضور قادة وعناصر من مليشيا "الحشد الشعبي"، وصمت حكومي مطبق.
وعلّق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقول: "إيران تنسّق هجوماً على السفارة الأمريكية في العراق".
وأضاف في تغريدة على صفحته في "تويتر": "على الحكومة العراقية حماية السفارة الأمريكية في بغداد".
كما أعلن وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر، إن بلاده بصدد إرسال قوات إضافية إلى سفارتها في بغداد، داعياً الحكومة العراقية إلى المساعدة في حماية الأمريكيين.
وأضاف إسبر في بيان "اتخذنا إجراءات حماية مناسبة لضمان سلامة المواطنين والعسكريين والدبلوماسيين الأمريكيين في هذا البلد، ولتأكيد حقنا في الدفاع عن النفس".
وتابع قائلاً "مثلما هو الحال في كل البلدان، نعتمد على قوات الدولة المضيفة في المساعدة في حماية أفرادنا، وندعو الحكومة العراقية إلى تحمل مسؤولياتها الدولية لفعل هذا".
وقالت القيادة المركزية للقوات المسلحة الأمريكية، في بيان: "تم، يوم 31 ديسمبر، نشر عسكريين من مشاة البحرية الأمريكية المكلفة بمهمة من سلاح الجو والبحرية الخاصة للأغراض الخاصة والاستجابة للأزمات في العراق لتعزيز الأمن في السفارة الأمريكية وضمان سلامة المواطنين الأمريكيين".
وفي وقت سابق من اليوم الثلاثاء، اقتحم محتجون عراقيون سفارة واشنطن في العاصمة العراقية بغداد؛ للتنديد باستهداف الضربات الأمريكية مليشيات عراقية موالية لإيران، غربي البلاد.
وأظهرت صور من المظاهرة قادة بمليشيات "الحشد الشعبي"؛ مثل زعيم مليشيا عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، مع الأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري، خلال توجههم نحو السفارة في بغداد بنية الاعتصام.
يأتي ذلك في الوقت الذي أخلت فيه السفارة الأكبر في العراق الموظفين الأساسيين، وأبقت على حراس وموظفين عراقيين، على ما يبدو.
من جهتهم، نصب محتجون خياماً أمام السفارة، فيما بدا أنهم ينوون الاستمرار في اعتصام مفتوح.
وأمس الاثنين، قال العراق إن الضربات الجوية الأمريكية التي استهدفت فصيلاً عراقياً مسلحاً ستدفعه إلى مراجعة العلاقات وسياقات العمل مع الولايات المتحدة، في الوقت الذي أعلن فيه اعتزامه استدعاء السفير الأمريكي بشأن القصف.
واعتبر المجلس الوزاري للأمن الوطني بالعراق القصف الجوي الأمريكي لكتائب "حزب الله" التابعة لـ"الحشد الشعبي"، في محافظة الأنبار (غرب)، "خرقاً لسيادة البلاد وتجاوزاً خطيراً لقواعد عمل قوات التحالف الدولي".
كما حذَّر رئيس حكومة تصريف الأعمال العراقية عادل عبد المهدي، خلال اجتماع لمجلس الوزراء، من أن الهجوم "اعتداء آثم ومرفوض، وستكون له تبعات خطيرة".
في سياق متصل، قالت وزارة الخارجية العراقية، إنها ستستدعي السفير الأمريكي في بغداد؛ لإبلاغه إدانتها الهجوم الجوي على قوات "الحشد الشعبي" الذي اعتبرته "انتهاكاً صارخاً لسيادة العراق".
وذكرت الخارجية في بيان، أنها "تدين وبشدة، ما أقدمت عليه القوات الأمريكية من قصف مقار ألوية تنتمي إلى الحشد الشعبي، وهو ما نراه انتهاكاً صارخاً لسيادة العراق، وعملاً مُداناً، ترفضه جميع الأعراف والقوانين التي تحكم العلاقات بين الدول"، وفقاً لـ"الأناضول".
وأكدت أن "الحشد الشعبي قاتل تنظيم داعش الإرهابي، وأوقف امتداده، وهو جزء من منظومة القوات المسلحة العراقية، يأتمر بأوامر القائد العام للقوات المسلحة".
وتابعت: إنه "سيتم استدعاء السفير الأمريكي في بغداد (دون تحديد توقيت بعينه)، وإبلاغه ما تقدم، وكذلك سيتم التشاور مع الشركاء الأوروبيين المنضوين في التحالف الدولي لقتال داعش؛ للخروج بموقف موحد فيما يخص آليات العمل ومستقبل وجود قوات التحالف في العراق"
الصدر يهدد
وفي السياق ذاته، أبدى زعيم التيار الصدري بالعراق، مقتدى الصدر، استعداده للتعاون مع منافسيه السياسيين المقربين من إيران؛ من أجل طرد القوات الأمريكية من البلاد.
ويدعم الصدر تحالف "سائرون" المنافس لقوى سياسية تدعمها إيران وعلى رأسها ائتلاف "الفتح" بزعامة هادي العامري، والمكون في الغالب من أذرع سياسية لفصائل "الحشد الشعبي" المقربة من طهران، وائتلاف "دولة القانون" بزعامة نوري المالكي.
ودعا الصدر منافسيه من القوى الشيعية الأخرى إلى "التعاون وتوحيد الصفوف؛ من أجل إخراج القوات الأمريكية بالطرق السياسية والقانونية بأسرع وقت ممكن".
وأضاف: "وإن لم ينسحبوا فسيكون لنا تصرُّف آخر وبالتعاون معكم"، في إشارة إلى منافسيه، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تستغل الفساد المستشري في العراق والهوة الكبيرة بين الساسة والشعب.
وتأتي هذه التصريحات، بعد يوم من شن القوات الأمريكية هجمات جوية على كتائب "حزب الله" العراقية، وهي أحد فصائل "الحشد الشعبي"، في محافظة الأنبار غربي العراق، وهو ما أدى إلى مقتل 28 مقاتلاً من الكتائب وإصابة 48 آخرين بجروح.
وقالت "الدفاع" الأمريكية، إن هذه الضربات تأتي رداً على هجمات صاروخية شنتها الكتائب على قواعد عسكرية عراقية تستضيف جنوداً ودبلوماسيين أمريكيين، أحدثها هجوم استهدف قبل 3 أيام، قاعدة "كي وان" في كركوك (شمال)؛ وأدى إلى مقتل متعاقد مدني أمريكي وإصابة 4 من أفراد الخدمة الأمريكية واثنين من قوات الأمن العراقية.