قالت مجلة Newsweek الأمريكية إن السياسي البريطاني بوريس جونسون، المنتمي إلى حزب المحافظين، لم يكن ضمن جدوله اليومي، انتظار استقبال مكالمةٍ من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال زيارة الأخير للندن الأسبوع الأول من يونيو/حزيران 2019، لكنه فوجئ حين هاتَفه الرئيس الأمريكي بالفعل، لدرجة أنَّ جونسون اعتقد أنَّها خدعة وأنهى المكالمة.
وحسبما قال جونسون في مقابلةٍ مع صحيفة The Sunday Times البريطانية، فإنَّه تلقَّى مكالمة هاتفية من شخصٍ يدَّعي أنَّه من مركز تحويل المكالمات الهاتفية بمقر رئاسة الوزراء البريطانية. وجاءت هذه المكالمة بينما كان ترامب يزور المملكة المتحدة، الأسبوع الماضي.
وقال جونسون للصحيفة: «كانت لهذا الشخص لكْنة أيرلندية خفيفة، وقال: (هذا مركز تحويل المكالمات بمقر رئاسة الوزراء، ولدينا على الخط رئيس الولايات المتحدة يريد مكالمتك. سأُوصِّلك بغرفة العمليات في البيت الأبيض)».
وأضاف: «فكرتُ بسرعة وقلتُ: (إلى كل مستمعينا عبر إذاعة كيلكيني، لم أُخدَع ولو لحظةً)». وأردف السياسي قائلاً إنَّه أنهى المكالمة بعد ذلك، بعدما ظنَّ أنَّها خدعة. ومن أجل التأكُّد، اتصل جونسون بمقر رئاسة الوزراء مباشرةً، وسأل ما إذا كان ترامب بالفعل حاول الاتصال به.
وحين تحدَّث جونسون وترامب أخيراً، قال السياسي البريطاني إنَّ ترامب «لم يتمنَّ لي فقط أن أكون بحالٍ جيدة، لكنَّه كان متحمساً كذلك لتعزيز التعاون الاقتصادي بيننا وإبرام اتفاقٍ للتجارة الحرة» مع المملكة المتحدة.
وأشاد ترامب علناً بجونسون في أثناء زيارته للمملكة المتحدة. فقال متحدثاً عن جونسون وزميله نايجل فاراج، الداعم البارز الآخر للبريكست: «حسناً، أنا أحبهما، أعني أنَّهما صديقان لي، لكنَّني لم أفكر بشأن دعمهما. ربما دعم الآخرين ليس من شأني. لكنَّني أُكِنُّ كثيراً من الاحترام لكلا الرجلين».
ظناً منه أنه وقع في خدعة كما حدث معه من قبل
ولعل جونسون كان يملك سبباً وجيهاً للتشكُّك في مكالمة ترامب. ففي الحقيقة وقع الرجل العام الماضي (2018)، ضحية مكالمة خادعة استمرت 18 دقيقة، مع رجلٍ يدَّعي أنَّه رئيس وزراء أرمينيا آرمين سركيسيان، الذي كان مُنتخَباً حديثاً آنذاك. وحمَّل البعض الحكومة الروسية حينذاك المسؤولية، قائلين إنَّها كانت تحاول إحراج المملكة المتحدة.
يُعَد جونسون داعماً بارزاً لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (البريكست)، واستقال من منصبه وزيراً للخارجية الصيف الماضي، بسبب خلافاتٍ مع رئيسة الوزراء تيريزا ماي. والآن، استقالت ماي رسمياً من رئاسة الوزراء، وستظل في المنصب فقط إلى حين التوصُّل إلى بديلٍ لها من حزب المحافظين. ويُنظَر إلى جونسون حالياً باعتباره المرشح الأوفر حظاً لتولِّي هذا المنصب القيادي.
ومع أنَّ كثيرين ينظرون إلى جونسون، الذي تولَّى من قبلُ منصب عمدة لندن، باعتباره الأوفر حظاً ليحل محل ماي، أعلن آخرون عديدون أيضاً نيتهم خوض المنافسة على المنصب. وفي المجمل، يتنافس 11 عضواً بالبرلمان على منصب رئاسة الوزراء، آملين أن يتمكنوا من إقناع زملائهم الأعضاء بأنَّهم سيكونون أكثر نجاحاً من ماي في التعامل مع تداعيات البريكست.