كشفت صحيفة الإندبندنت البريطانية عن فحوى تقرير حديث اتهم الولايات المتحدة وبريطانيا بقتل وتشوية ما يقرب من الف مدني بينهم أكثر من 120 طفل في اليمن منذ بدء العدوان والحرب.
وقالت الصحيفة أن التقرير الذي اجري في 128 صفحة والذي أجرته قيادة شبكة الجامعة الأمريكية لحقوق الإنسان ومجموعة الرصد اليمنية مواطنة حقق في 27 غارة جوية غير قانونية على ما يبدو أطلقها تحالف العدوان السعودي في اليمن بين 2015 ابريل/نيسان وحتى ابريل/نيسان 2018.
ووجد التحقيق أن أسلحه بريطانية وأمريكية ربما تم استخدامها في كل طلعة من الطلعات الجوية مما أسفر عن مقتل 203 أشخاص على الأقل وإصابة ما يقرب من 750 شخص.
وأشارت الصحيفة ان التقرير كشف للمرة الاولي ان أسلحه المملكة البريطانية قد استخدمت علي الأرجح في 5 غارات جوية غير قانونيه علي الأقل في اليمن وضربت كليه مجتمع ومنشئات مدنيه متعددة ومستودع مما أسفر عن مقتل مدني واحد وأصابه طفل.
ويأتي التقرير بعد أسابيع فقط من إعلان لجنة العلاقات الدولية التابعة لمجلس اللوردات أن مبيعات الأسلحة البريطانية إلى السعودية التي بلغت 4.7 مليار جنيه إسترليني منذ بدء العدوان والحرب على اليمن تسببت في “خسائر كبيرة في صفوف المدنيين” ومن المحتمل أن تكون غير قانونية. ووفق الصحيفة يبين التقرير وجود نمط من الغارات الجوية غير القانونية على ما يبدو استخدمت فيها الأسلحة الغربية من قبل تحالف العدوان السعودي.
وقالت الصحيفة ان نتائج التقرير أظهرت دعوات جديده لكلا البلدين لوقف مبيعات الأسلحة والمساعدات العسكرية للنظام السعودي والاماراتي التي استخدمت الأسلحة في صراع مدمر لمده أربع سنوات.
وقال حقوقيون شاركوا في إعداد التقرير أن ذلك دليل على أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة تلعبان دورًا في الذبح والدمار الذي يحدث في اليمن في الوقت الحالي.
وبحسب الرأي الحقوقي الذي حصلت عليه الصحيفة فإن الحديث في المملكة المتحدة حتى الآن كان يتركز حول خطر” استخدام أسلحة المملكة المتحدة في الضربات الغير قانونية إلا ان هذا التقرير يظهر أن تلك النقاشات لن تدور حول الخطر بعد الآن لاته يتم بالفعل استخدام الأسلحة البريطانية بشكل متكرر كما أن الشركات التي أنتجت هذه الأسلحة وهي رايثيون وجي إي سي ماركوني ديناميكس متورطة أيضاً.
ولم يقتصر تقرير يوم الأربعاء علي تفاصيل تورط المملكة البريطانية والولايات الأمريكية المحتملة ولكنه اظهر أيضا ان عدد الغارات الجوية غير القانونية المحتملة يرتفع بالفعل.
وبحسب الصحيفة فقد وثّقت مواطنة 128 غارة جوية غير قانونية في عام 2018 أدت إلى مقتل 418 مدنياً على الأقل من بينهم 181 طفلاً. مقارنه ب 90 غارة وثقتها المنظمة في 2017 قتلت أكثر من 350 مدنيا من بينهم 161 طفلا و 45 أمراه. ووصفت حملة مكافحه تجاره الأسلحة والتي تتحدي حاليا قرار المملكة البريطانية بمواصلة الترخيص ببيع المعدات العسكرية إلى السعودية وصفت تقرير اليوم الأربعاء بأنه شامل .
وقال أندرو سميث من الحملة أن هذا التقرير يوضح حجم الدمار الذي لحق بالشعب اليمني.
وترى السيدة نوغرا ان التقرير الذي يحث علي الوقف الفوري لمبيعات الأسلحة للمملكة السعودية والإمارات يضيف مزيدا من الأدلة لدعم قضية حملة مكافحة تجارة الأسلحة وكذلك تقرير مجلس اللوردات.
وذكرت أن إعداد هذا التقرير تم باستخدام الأبحاث التي جمعتها منظمة يمنية مع 70 موظفًا في جميع أنحاء البلاد زاروا مواقع الضربات وقاموا بتصوير الخراب ومن ثم التحليل مضيفة أنه يقدم مزيدا من الدعم لتقرير لجنه مجلس اللوردات الأخير الذي خلص إلى ان عمليات نقل الأسلحة الي السعودية هي بالفعل علي الجانب الخطأ من القانون.
وتفيد الصحيفة بانه منذ اندلاع العدوان والحرب على اليمن في عام 2015 قامت المملكة المتحدة بترخيص مبيعات بقيمة 4.7 مليار جنيه استرليني من الأسلحة إلى المملكة السعودية و 585 مليون جنيه إسترليني إلى الإمارات وفقا لحملة مكافحة تجارة الأسلحة.
وبينت أن السعودية والإمارات من بين أكبر مستوردي الأسلحة الأمريكية ففي العامين الماضيين فقط نفذت الولايات المتحدة ما قيمته 27.9 مليار دولار من المبيعات العسكرية الأجنبية إلى السعودية وفقا لوزارة الخارجية.
وتقول الصحيفة بأن الأدلة الجديدة التي أبرزها التقرير تزيد من الضغط علي الإدارتين اللتين تواجهان مطالب متزايدة من مشرعيهما بالتخلي عن العلاقات العسكرية مع دول الخليج فخلال الأسابيع القليلة الماضية في المملكة المتحدة واجهت تيريزا ماي دعوات فرض حظر على مبيعات الأسلحة في أعقاب تقرير مجلس اللوردات.
وفي الوقت نفسه أصدر مجلس النواب في الولايات الأمريكية قراراً تاريخياً الشهر الماضي لإلغاء الدعم العسكري الأمريكي للحملة السعودية على اليمن ومن المتوقع