كشفت صحيفتا "القدس" الفلسطينية و"نيويورك تايمز" الأمريكية، تفاصيل ما يعرف إعلامياً بـ "صفقة القرن"، لحل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي.
صحيفة "القدس" نقلت عن مصادر وصفتها بالمطلعة في واشنطن أن معالم الخطة المعروفة بـ"صفقة القرن" اكتملت، ولا تتضمن الاعتراف بدولة فلسطينية، بل تقوم على أساس إعطاء قطاع غزة حكماً ذاتياً يرتبط بعلاقات سياسية مع مناطق حكم ذاتي في مناطق الضفة الغربية، التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية، وإجراء مفاوضات بين الفلسطينيين و"إسرائيل" بشأن مستقبل المنطقة "ج".
وأمنياً، فإنه سيتم إزالة معظم الحواجز العسكرية الإسرائيلية بما يضمن حرية حركة الفلسطينيين لأعمالهم ومدارسهم ومستشفياتهم، والحرية التجارية في المناطق الفلسطينية، ولكن المسؤولية الأمنية ستبقى بيد "إسرائيل" بشكل كامل، حتى منطقة الأغوار .
وتشمل الخطة أيضاً تعزيز الشراكة بين الأردن والفلسطينيين و"إسرائيل"، في إدارة المسجد الأقصى وضمان وصول المصلين إليه.
أما بالنسبة للمستوطنات فستقسم إلى ما يسمى بالكتل الكبرى التي ستُضم رسمياً لـ "إسرائيل"، والمستوطنات الأخرى المقامة خارج الكتل الكبرى، وستبقى هي الأخرى أيضاً تحت السيطرة الإسرائيلية ولكن دون توسيعها، أما النقاط الاستيطانية العشوائية فسيتم تفكيكها.
ونقلت "هيئة البث الإسرائيلية" عن الصحيفة أن الخطة لا تشمل تبادل أراض، بل ستكون هناك تعويضات "سخية" للفلسطينيين الذين باستطاعتهم إثبات ملكيتهم لهذه الأراضي بشكل مباشر.
وحول قضية اللاجئين الفلسطينيين، فإن "صفقة القرن" تعتبر أن عدد اللاجئين الفلسطينيين يتراوح بين 30 ألفاً و60 ألف شخص فقط، وسيعاد توطينهم في مناطق الحكم الذاتي الفلسطينية في الضفة أو في قطاع غزة إن أرادوا ذلك، في حين سيشكَّل صندوق لتعويض أحفاد الذين "اضطروا" إلى مغادرة قراهم وبلداتهم ومدنهم خلال حرب 1948 دون تصنيفهم كلاجئين.
وتركز الخطة على "المحفزات الاقتصادية" التي تشمل بناء ميناء كبير في غزة، وتواصل بري بين غزة والضفة الغربية، ووسائل خلاقة للنقل الجوي من وإلى غزة للبشر وللبضائع، وتعزيز قطاع الإنتاج التكنولوجي في المنطقة "أ".
استثمار 25 مليار دولار
من جانبها ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن "صفقة القرن" ستشمل استثمار 25 مليار دولار في الضفة الغربية وقطاع غزة على مدار السنوات العشر القادمة، بالإضافة إلى ذلك تعمل الحكومة الأمريكية على استثمار 40 مليار دولار في الأردن، وربما في مصر ولبنان.
ويأتي نشر تفاصيل الصفقة في وقت يزور جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والمبعوث إلى الشرق الأوسط جايسون غرينبلات، عدة دول خليجية وتركيا لعرضها على قادة هذه الدول.
وقال البيت الأبيض إن كوشنر أجرى مباحثات مع السلطان قابوس في سلطنة عمان، وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، كما أجرى مباحثات مع ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، ومع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ومع العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز وولي عهده محمد بن سلمان.
وذكر مصدر أمريكي لـ "رويترز" أن جولة كوشنر في المنطقة تهدف إلى إطلاع دولها على الشق الاقتصادي للمشروع الأمريكي لعملية السلام (صفقة القرن)، والذي تعتزم إدارة ترامب الإعلان عنها بعد الانتخابات الإسرائيلية في أبريل المقبل.
كما تأتي جولة كوشنر في وقت جمدت فيه القيادة الفلسطينية الاتصالات مع إدارة ترامب، الذي اتهمته بالانحياز الفاضح إلى "إسرائيل"، وتعتبر أن الولايات المتحدة أقصت نفسها من دور الوسيط بعد اعترافها بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال في ديسمبر 2017.
كما ترفض السلطة الفلسطينية إجراء محادثات مع واشنطن، ما لم تتّخذ الإدارة الأمريكية موقفاً أكثر اعتدالاً في النزاع بين "إسرائيل" والفلسطينيين.