عاش ريال مدريد الإسباني كابوساً حقيقياً في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم للموسم الحالي 2022-2023، حين خسر بأربعة أهداف دون رد، أمام مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي.
ليلة سوداء لريال مدريد أمام مانشستر سيتي
ورغم أن السيتي سجل 4 أهداف بواقع اثنين في كل شوط، إلا أن فريق المدرب الإسباني بيب غوارديولا كان بوسعه الخروج بحصيلة تهديفية أكبر، لولا تألق البلجيكي تيبو كورتوا حارس الريال، وعدم ظهور المهاجم النرويجي إيرلينغ هالاند في أحسن صورة.
ولا شك أن تلك الخسارة قد تكون نقطة تحول في وضعية ريال مدريد الحالية وسيكون لها ما بعدها، فهي بجانب أنها تسببت بتجريد الفريق من لقبه في دوري الأبطال، أكدت الموسم المتواضع للفريق بعدما اكتفى بالفوز بكأس الملك، وتنازل عن لقب الدوري لغريمه برشلونة.
ومن المتوقع أن يكون المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي أول ضحايا تلك الخسارة، وهو الذي كانت تحيط الشكوك بشأن استمراره مع الفريق حتى قبل السقوط أمام السيتي، كما أن بعض اللاعبين الكبار في الفريق يواجهون المصير ذاته، على غرار الكرواتي لوكا مودريتش والألماني توني كروس، والفرنسي كريم بنزيمة.
قد لا يتخلى ريال مدريد عن هؤلاء النجوم الذين قدموا الكثير خلال السنوات الماضية، لكن بلا شك فإن دورهم سيتقلص في الفريق لصالح بعض النجوم الشبان مثل الفرنسيين أورليان تشاوميني وإدواردو كامافينغا وداني سيبايوس، كما سيعزز ذلك من احتمالات قدوم نجم الوسط الإنجليزي جود بيلينغهام من بوروسيا دورتموند الألماني.
هزائم لا تُنسى في دوري أبطال أوروبا
وإلى جانب خسارة ريال مدريد القاسية، نستعرض في السطور التالية أشهر 5 هزائم كبيرة أخرى في دوري أبطال أوروبا تسببت بإحراج كبير للفرق المهزومة وجماهيرها.
قدّم بايرن ميونيخ عروضاً قوية في دوري أبطال أوروبا خلال موسم 2019-2020، وكان مرشحاً فوق العادة لعبور برشلونة في دور الثمانية، لكن ما حدث في المباراة لم يكن يتوقعه أحد.
الترشيحات كانت تؤكد أن البايرن سيتجاوز برشلونة، وسط آمال ضئيلة بإمكانية قلب التوقعات، وظهور برشلونة بشكل قوي، كما فعل في الدور السابق ضد نابولي.
ومنذ البداية كتب سيناريو المباراة، أن الأمور تتجه لنتيجة ثقيلة، في ظل ظهور دفاعات "البارسا" بشكل متواضع للغاية، ناهيك عن السيطرة "البافارية" الواضحة على خط الوسط، والتي جعلت الفريق يتحكم بالمجريات بصورة كاملة.
وجاءت النتيجة الكارثية بفوز بايرن ميونيخ على برشلونة (8-2)، لتكون النتيجة الأسوأ في تاريخ برشلونة في دوري الأبطال، وقد صاحبتها جملة من الأرقام القياسية والتاريخية، وتسببت برحيل المدرب كيكي سيتين والعديد من اللاعبين المخضرمين.
ليفربول – ريال مدريد (4-0) 2008-2009
عانى ريال مدريد قبل تعاقده مع كريستيانو رونالدو في بطولة دوري أبطال أوروبا، إذ كان خروجه من الأدوار الإقصائية سمة واضحة في العديد من المواسم.
في موسم 2008-2009 ذهب الريال إلى قلعة "أنفيلد" لمواجهة ليفربول متأخراً بنتيجة (0-1) في الذهاب على أرضه، آملاً بتغيير الأمور في الإياب.
وخلال الدقائق الأولى، أنقذ إيكر كاسياس مرماه من هدفين محققين، لكنه لم يكن قادراً على مواصلة حملة إنقاذ مرماه من الأهداف المتتالية، إذ إن شباكه اهتزت 3 مرات في 47 دقيقة، قبل أن تهتز مجدداً بهدف رابع في الدقائق الأخيرة.
وتعتبر هذه الهزيمة هي الأكثر إحراجاً للنادي "الملكي" في مشاركاته المختلفة ببطولة دوري الأبطال بنسختها الحديثة.
ليفربول – برشلونة (4-0) 2018-2019
بعد فوز برشلونة في الذهاب على أرضه (3-0)، لم يراهن أحد على تأهل ليفربول إلى نهائي دوري الأبطال، رغم أن "أنفيلد" ملعب مرعب للخصوم، لكن فارق الأهداف دفع الجميع للثقة بأن برشلونة سيتأهل لا محالة.
غير أن ما حدث في الإياب أمر يستدعي الحديث عنه في كتب التاريخ الكروي، إذ قلب "الريدز" المجريات والتوقعات رأساً على عقب بالفوز (4-0) في سيناريو مجنون، كان بمثابة كابوس لجماهير برشلونة، التي توقعت أنها لن ترى في حياتها كابوساً أكبر، غير أن بايرن ميونيخ فعل في الموسم التالي أسوأ مما فعله ليفربول.
بايرن ميونيخ – توتنهام (7-2) 2019-2020
ربما كانت هذه المباراة هي المسمار الأخير في نعش ماوريسيو بوكيتينو خلال مسيرته مع توتنهام، إذ تلقى الفريق الإنجليزي هزيمة مريرة على ملعبه في دور المجموعات لموسم 2019-2020.
ورغم أن "السبيرز" بدأ اللقاء بالتسجيل، إلا أن دفاعاته لم تصمد كثيراً أمام الهجوم "البافاري"، الذي دوّن سباعية تاريخية في شباك النادي "اللندني".
ولكن من حسن حظ توتنهام أنه تمكن من الصعود لدور الـ16 من المسابقة وصيفاً خلف البايرن، مستفيداً من ضعف نتائج الخصمين الآخرين أولمبياكوس اليوناني، وسرفينا زفيدا الصربي.
برشلونة – باريس سان جيرمان (6-1) 2016-2017
هذه المرة كان برشلونة هو الفاعل وليس الضحية، حينما ضرب باريس سان جيرمان بقسوة محققاً "ريمونتادا" تاريخية، في دور الستة عشر للبطولة.
وقتها صعق باريس سان جيرمان برشلونة في مباراة الذهاب برباعية نظيفة، لكن ما حدث في الإياب كان أشبه بـ"المعجزة"، إذ إن النتيجة كانت تشير لتفوق برشلونة على سان جيرمان (3-1) قبل الدقيقة 88 من اللقاء، وبالتالي فهو بحاجة إلى 3 أهداف خلال ما تبقى من دقائق قليلة على النهاية.
ولكن جهود البرازيلي نيمار دا سيلفا نجم برشلونة آنذاك، على وجه الخصوص، حوّلت المستحيل إلى واقع، إذ سجل هدفين قاتلين، قبل أن يدوّن سيرجيو روبيرتو هدف الصعود التاريخي آنذاك.