أكد خبير سياسي أن زيارة الرئيس الصيني، شي جين بينغ، إلى روسيا تحمل رسائل عديدة لدول أوروبا وأمريكا في ظل حالة "الاستقطاب الحاد بين دول العالم" الناتج على خلفية العملية العسكرية الروسية الخاصة الجارية في إقليم دونباس، مشيرا إلى أن هذا يؤسس لنظام عالمي جديد قائم نحو تعددية الأقطاب.
وعلق الخبير السوداني الدكتور محمد الشنيدي،، المتخصص في الشأن الصيني، على زيارة الرئيس الصيني إلى روسيا قائلا: "هذه الزيارة تعتبر أول إعلان رسمي للتحالف الجديد الروسي الصيني ضد التحالف الأوروبي الأمريكي الذي ينشط في ظل الحرب الروسية الأوكرانية خاصة أن موضوع الأسلحة التقنية تدخل في قائمة أجندة الزيارة".
وأضاف أن "زيارة الرئيس الصيني مرتبطة بالتحالف الروسي الصيني، الذي يدعم الدعوة لإصلاح منظومة الأمم المتحدة التي تسيطر عليها الولايات المتحدة الأمريكية، كما أن الزيارة فيها إعلان جديد لمواجهة القطبية الأحادية بشكل صريح ومباشر بعد أن كان الحديث عنها في الدوائر الدبلوماسية".
وتابع: "بهذه الخلفية ستكون أيضا حركة الاستقطاب الدولي الجديدة واضحة أيضا وينقسم العالم بشكل واضح إلي قسمين داعمين لأمريكا وداعمين لتحالف الصين وروسيا، لذلك أتوقع أن يكون الداعمون للصين وروسيا هم الأغلبية والسبب في ذلك أن أوروبا لن تستطيع تقديم مساعدات اقتصادية إلى الدول الأخرى وهي نفسها قد أعلنت عن إجراءات اقتصادية وهيكلية جديدة لمعالجة الأزمات الاقتصادية المحتملة".
وأضاف: "من ناحية أخرى ستكون الحدود الجغرافية المشتركة لروسيا والصين هي واحدة من مقومات التحالف الجديد".
واعتبر أن "الزيارة الرسمية للرئيس الصيني إلى موسكو، ستضع أيضا مؤشرات للعوامل التي تجمع روسيا والصين، بعد أن انفصلت الصين في الماضي من الاشتراكية الروسية، وأعلنت عن الاشتراكية ولكن بمواصفات صينية"، مضيفا: "وبعد التغييرات الاقتصادية الدولية تسعى الدولتان روسيا والصين في التفكير الاقتصادي بشكل أكبر خاصة وأن التجارة البينية بينها متطورة".