ترك الاتفاق «الايراني السعودي»الذي تم انجازه مؤخرا برعاية «الصين» وجعاً كبيراً في خاصرة الدبلوماسية الامريكية والغربية كونة سحق وتجاهل تطلعات الغرب تجاه مستقبل العلاقات الخليجية الايرانية حيث كان المحور الغربي بزعامة «واشنطن» يرى في هذه القطيعة«الخليجية الايرانية» فرصة لانجاز صفقة التطبيع بين «السعودية واسرائيل» دون القبول بالشروط السعودية التي كان ابرزها دعم الملف النووي "السعودي" حسب تسريبات غربية.
المحور الغربي اعتاد منذ حضورة في المنطقة على جعل منطقة الشرق الأوسط رقعة جغرافية مناسبة لـ تمرير سياساته الابتزازية وان كان ذلك على حساب أمن واستقرار تلك الدول وهذا ما تم ملاحظته بصورة أوضح عندما قام الرئيس الأمريكي «بايدن» العام الماضي بزيارة «تل أبيب» ومن ثم «الرياض» ونتج عنها فتح الاجواء «السعودية» امام الطائرات الاسرائيلية تلا ذلك الترويج لفكرة تكتل حمل اسم «ناتو شرق أوسطي»لمجابهة ما اسموه نفوذ «طهران» في منطقة الشرق الأوسط.
«الرياض» ادركت مؤخراً بان واشنطن تخلت عن وعودها تجاه أمنها واستقرارها وخصوصا بعد ان اختبرتها الضربات الصاروخية القادمة من «اليمن» والذي ظهر بشكل ملموس في ظل ادارتي «ترامب وبايدن» اضافة إلى ذلك فتور العلاقات السعودية الامريكية التي نشبت عقب مقتل الصحفي «خاشقجي»وارتفع منسوبها بايقاف البعض من مبيعات السلاح عزز ذلك تكرار التجاهل الغربي لمخاوف السعودية تجاه "ايران" في نقاشاتها مع الاخيرة بشان الملف «النووي» بل تعمدت الدول الغربية على تحويل تلك الملفات إلى اوراق ضاغطة على «الرياض» لـ التحكم بدفة السياسية السعودية واستغلالها في أمور أخرى تخدم بشكل احادي المصالح الغربية وتتجاهل المخاوف والمصالح «السعودية» ولهذا قررت «الرياض» على انتهاج سياسة مغايرة لـ الشهية السياسية الغربية ومضت منفردة في ابرام اتفاق اعادة العلاقات مع «طهران» وفي توقيت تراه ذهبي وبعيداً عن اعين الغرب وبرعاية القطب الصاعد "بكين".
انجاز الاتفاق الايراني السعودي من حيث التوقيت كان مناسباً وموفقا لكلِّ من «الرياض وطهران» حيث مثّل «لطهران» فرصه للتقارب مع خصمها الاقليمية «الرياض» في وقت تعاني منه من قطيعة غربية وخليجية وملفات شائكة داخلياً وخارجياً وهو ماسيمثل لها نافذة لكسر العزلة الاقتصادية والدبلوماسية وحلحلة ابرز ملفاتها التي ادت إلى تعتيم المشهد السياسي والاقتصادي في «طهران» بينما توقيت الاتفاق بالنسبة لرياض كان ايضاً مناسباً ومفيدا بإعتباره تم في توقيت سيجلب انعكاسات إيجابية تجاه الملفات التي تشغل العقلية الدبلوماسية والاقتصادية للسعودية ويحمل امتيازات خاصة وبضمان دولة كبرى ذات ثقل دولي وهي«الصين» تعالج المملكة من خلاله ابرز مخاوفها تجاه «طهران» ويتماشى مع تطلعتها في رؤية2030.
مستقبل الاتفاق «الايراني السعودي» وانعكاساته على المنطقة قادم الايام هي المختبر لمدى الجدية بين «طهران والرياض »في المضي نحو لم شتات القطيعة وطي صفحاتها الى الأبد والاتجاه في مسار علاقة ودية تثمر امنا واستقراراً في المنطقة وتعمل على امتصاص بؤر الصراع.
ختاماً النجاح الكبير هو ما ظهر جديدا من الصين بانجاز صفقة دبلوماسية حساسة في عقر دار الهيمنة «الأمريكية والغربية» وهذا مايبشر بصعود القوة السياسية الصينية وتعزيز حضورها على كافة المستويات في المنطقة خلال المنظور القريب على حساب المحور الغربي الذي بدأ يتلاشى نفوذة من المنطقة نتيجة سياسته الابتزازية والشاذه.