تسود حالة من الاختلاف والانقسام بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين، بشأن الرد على إنتاج إيران كميات من اليورانيوم عالي التخصيب إلى مستوى قريب من اللازم لإنتاج الأسلحة النووية؛ حيث فضلت بريطانيا وفرنسا وألمانيا اللوم العلني لطهران، بينما تحجم إدارة الرئيس بايدن عن القيام بذلك، بحسب مصادر دبلوماسية شاركت بالمناقشات.
تأتي المناقشات، بعد أن قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا الأسبوع إن إيران أنتجت جزيئات من اليورانيوم المخصب بنسبة 84% خلال الأسابيع الماضية، أي إنها قاربت على بلوغ نسبة 90% اللازمة لإنتاج الوقود النووي المستخدم في صناعة الأسلحة.
أزمة في برنامج إيران النووي
وقد يؤدي إنتاج مواد يمكن استخدامها في صنع الأسلحة إلى اندلاع أزمة بشأن برنامج طهران النووي بحسب صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية، الخميس 2 مارس/آذار 2023.
إذ قال دبلوماسيون أوروبيون إن هذه الخطوة من طهران ربما تدفع بلادهم إلى إلغاء الاتفاق النووي لعام 2015.
أما المسؤولون الإسرائيليون، فقد أشاروا إلى أن وصول إيران إلى مستوى التخصيب اللازم لإنتاج الأسلحة خطٌّ أحمر، وإن لم يُفصحوا عن طبيعة ردِّهم إن حدث ذلك.
ومن جانب آخر، لطالما حذَّرت واشنطن السلطات الإيرانية من بلوغ هذا الحد.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن المناقشات مستمرة مع طهران بشأن الأمر، وأوضح مسؤولون مقربون من الوكالة أنهم لا يستطيعون الجزم بما إذا كان إنتاج إيران عرضياً أم متعمداً. وتقول طهران إن إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 84% كان غير مقصود.
أوروبا توجه اللوم العلني لإيران
وبحسب الصحيفة الأمريكية، كشف دبلوماسيون أن بريطانيا وفرنسا وألمانيا أرادت توجيه اللوم رسمياً لإيران في اجتماع لمجلس محافظي الوكالة الأسبوع المقبل من خلال تمرير قرار ينتقد أنشطة إيران النووية، بل يمكن لمجلس الوكالة إحالة الأمر إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لكنه لم يفعل ذلك في مناسبات سابقة وبَّخ إيران فيها.
في المقابل، خالف المسؤولون الأمريكيون زملاءهم الأوروبيين ومالوا إلى عدم توبيخ إيران، وإن لم تتخذ الولايات المتحدة قراراً نهائياً بعد.
وتريد واشنطن الانتظار لرؤية ما ستخلص إليه الوكالة بشأن إنتاج ايران للمادة المخصبة، خاصة أن رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، توجه إلى طهران يوم الخميس 2 مارس/آذار.
انتقادات من "الطاقة الذرية" لطهران
كما لفت المسؤولون الأمريكيون أيضاً إلى أن إيران تعرضت لانتقادات في الاجتماع الأخير لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في نوفمبر/تشرين الثاني.
المسؤولون استبعدوا أن تتوجه الدول الأوروبية إلى استصدار قرار بدون دعم واشنطن.
ويأتي الخلاف الأمريكي الأوروبي في وقت تتنامى فيه المخاوف بشأن طموحات إيران النووية، وتضاءلت فيه احتمالات العودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015.
إذ قال بعض الدبلوماسيين الأوروبيين إن واشنطن بدت خلال السنة الماضية غير راغبة في دفع التكلفة السياسية لإحياء الاتفاق النووي أو المخاطرة باتخاذ موقف أكثر حزماً بشأن النشاط النووي الإيراني.