أيام قليلة ويغلق عام 2022 أبوابه تاركاً خلفه آثار كثيرة من الصرعات والحروب السياسية والاقتصادية في العالم إذ ارتفعت صفقات بيع الأسلحة والمخدرات على الصعيد الدولي رغم الضائقة الاقتصادية التي فرضتها جائحة فيروس كورونا المستجد كما تضاعف عدد النازحين من ديارهم نتيجة الفوضى التي تتزايد في عددها وأماكن انتشارها في العديد من قارات العالم، ناهيك عن التداعيات الخطيرة لأزمة التغير المناخي، وارتفاع شعبية الحركات القومية المتطرفة المعادية للمهاجرين والأقليات.
تايوان والصين …
بلدان عربية وأخرى أجنبية من المتوقع أن تبدأ الحرب بها خلال الأشهر القادمة ، ولو رغبنا بالتحدث عن هذه البلدان ستكون البداية ما يجري مؤخراً بين تايوان والصين حيث بدأت تظهر بوادر صراع عسكري في ظل التصريحات التي تخرج من كلا البلدين حول العلاقات المتوترة، ورغبة الصين في الاستحواذ على جزيرة تايوان، إلا أن الصين أعلنت عن تحرك أسطول عسكري من بكين يضم غواصات وقاذفات ومقاتلات توغلت في العمق التايواني الخميس الماضي.
وقالت وزارة الدفاع التايوانية، إن الصين حركت ثلاث سفن حربية تابعة لها بالقرب من جزيرة تايوان، فضلًا عن عدد من القاذفات تقدر بـ 4 وطائرات من طراز إتش 6 الحربية، علاوة على مقاتلات متعددة المهام، والتي حلقت فوق الممر المائي التابع لتايوان والذي يسمى “قناة باشي”.
وأضافت إن تايوان ردت على ذلك التوغل من خلال إرسال مقاتلات حربية لتحذير الطائرات الصينية من الدخول في المجال الجوي لتايوان، في ظل استنفار من أجهزة الرادار الخاصة بأنظمة الصواريخ الدفاعية.
وقدرت وزارة الدفاع التايوانية عدد الطائرات الصينية الإجمالي والتي حاولت دخول المجال الجوي لتايوان ب 39 طائرة حربية، مشيرة إلى أن تلك الطائرات دخلت بالفعل إلى منطقة الدفاع الجوي لتايوان في جنوب الجزيرة.
وعلى الرغم من التهديد بالعقوبات الأميركية والغربية والخوف من هزيمة عسكرية، فإن الرئيس الصيني شي جين بينغ قد يظن أن الاستيلاء على تايوان وثرواتها مغامرة تستحق المخاطرة.
شبه الجزيرة الكورية
يُعد اختبار بيونغ يانغ المستمر لمجموعة كاملة من الصواريخ الباليستية (86 تجربة عام 2022) صواريخ تكتيكية ذات قدرة نووية ومتحركة ومتوسطة المدى، والصواريخ الباليستية العابرة للقارات، جزءاً من أجندة كوريا الشمالية لإنشاء ترسانة من الضربة الثانية قابلة للنجاة وتوفير المزيد من الخيارات للإكراه والهجوم المحتمل.
وتجري الاستعدادات لإجراء تجربة نووية سابعة منذ شهور، كما حذرت حكومتا الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، وقد يفسر التفاهم المحتمل حول المساعدة لضبط النفس بين بيونغ يانغ وبكين سبب عدم حدوث مثل هذا الاختبار. ومع ذلك، إذا حدث اختبار سابع وأعطت بكين حق النقض ضد عقوبات مجلس الأمن الدولي التي تهدف إلى معاقبة كوريا الشمالية، فمن المحتمل أن يتعمق الخلاف في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، وتعد ترسانة بيونغ يانغ بالفعل أكثر بكثير مما هو مطلوب للردع المتبادل مع الولايات المتحدة وجمهورية كوريا.
باكستان والهند …
العلاقات السياسية بين الخصمين المزودين بالسلاح النووي متوترة، وخصوصا في ما يتعلق بمنطقة كشمير الواقعة في الهيمالايا والتي شُطرت بين البلدين خلال التقسيم في 1947، وجاء تبادل الاتهامات الأخيرة على هامش اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي في نيويورك يومي الأربعاء والخميس الماضي.
وطالب وزير الخارجية الهندي “إس جايشنكار” باكستان بأن “تحسن التصرف، وتحاول أن تكون جارة صالحة”، ووصفها بأنها “مركز الإرهاب”.
وقد رد وزير الخارجية الباكستاني بيلاوال بوتو زرداري، واصفا رئيس الوزراء الهندي القومي ناريندرا مودي بأنه “جزار غوجارات”.
وقد نظم مئات من أعضاء حزب مودي “بهاراتيا جاناتا” الجمعة مظاهرة أمام مقر المفوضية العليا الباكستانية في نيودلهي احتجاجا على هذه التصريحات.
وأعلن الحزب عن مظاهرات جديدة في مختلف أنحاء البلاد السبت، وفي مدن بهوبنسوار وأمريتسار ورانشي قام متظاهرون بإضرام النار بمجسمات تمثل وزير خارجية باكستان بوتو زرداري ورددوا هتافات منددة.
والجمعة الماضية وصفت وزارة الخارجية الهندية تصريحات بوتو زرداري بأنها “تصل إلى مستوى متدن جديد حتى بالنسبة لباكستان”، مشيرة إلى أن “الإرهاب “صنع في باكستان” ويجب أن يتوقف”.
أفغانستان
في حين أن ذلك البلد الآسيوي يشهد حاليا فترة استقرار سياسي تحت حكم حركة طالبان الأصولية، بيد أن أفغانستان مرشحة لأن تصبح بؤرة ساخنة مرة أخرى، بحسب العديد من المحللين.
فهناك ملايين الأفغان، معظمهم من النساء والأطفال، يعانون نقصا في الغذاء، وبالتالي فهناك توقعات بحركة هجرة ولجوء كبيرة من البلاد، مما سوف يفضي إلى إثقال كاهل جيرانها وزيادة الأعباء الأمنية والاقتصادية عليهم، بالإضافة إلى سيطرة طالبان على الحكم سوف يلهم العديد من الحركات المتطرفة في جنوب البلاد مما يزيد في التوتر في العلاقات المضطربة بين باكستان والهند وكلاهما يملكان أسلحة نووية.
ايران …
مع تعثر المفاوضات النووية وضياع أمل إلغاء العقوبات الاقتصادية عليها، يتوقع أن يواجه الاقتصاد الإيراني صعوبات جمة خصوصاً مع استمرار الاحتجاجات الشعبية والعقوبات الجديدة التي فرضت على إثرها ومما لا يثير الدهشة أن زيارة الصين للسعودية تسببت في قلق في طهران. إن شبكة التحالفات الإقليمية التي نسجتها الرياض لمشاركة الصين هي حصرية من الدول العربية، وأكثر ما يزعج طهران هو أن المملكة العربية السعودية والتحالف العربي سيكونان النموذج الأكثر أهمية لاستراتيجيات الصين الإقليمية في مناطق غرب آسيا وأفريقيا.
لا يمكن لإيران أن تتعامل مع التطور كمركز قوة منافس،ويحدث ذلك في وقت تتقدم فيه إيران للأمام مع ارتفاع مستوى منطقة الخليج وتحالف المملكة العربية السعودية المحوري مع الولايات المتحدة في حالة يرثى لها.
يجب أن يكون الخلاف الأكثر قسوة هو أنه على الرغم من مشاركة الصين في مفاوضات خطة العمل المشتركة الشاملة ، إلا أن البيان المشترك ينص على أن الجانبين “دعا إيران إلى التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، والحفاظ على نظام منع الانتشار ، والتأكيد على احترام مبادئ حسن الجيران وهذا الذي سيؤدي إلى انفجار المشاكل في المنطقة .