ابتكر العلماء "عيونا صغيرة" في المختبر في اختراق قد يساعد الآلاف من الأشخاص المعرضين لخطر فقدان البصر.
وقد تبدو العيون التي تنمو في طبق مختبري مثل الخيال العلمي، لكنها أخذت العلماء خطوة أقرب إلى علاج شكل رئيسي من أشكال العمى.
فقد ابتكر العلماء في جامعة كوليدج لندن أول شبكية عين اصطناعية في المختبر من أطفال يعانون من حالة تسمى متلازمة أشر، وهي مرض وراثي نادر ينشأ عن تحورات في حوالي 11 جيناً، ويعاني بسببها المريض من فقد للسمع والإبصار، ولا يوجد لها علاج شافٍ حتى الآن.
ويبدو أن للعينين الصغيرتين حدقة، على الرغم من أن هذا مجرد صبغة في شبكية العين.
وقدم استخدامها في دراسة متلازمة أشر دليلا جديدا مهماً على ما يحدث في العين، فيسبب تنكس الشبكية، وهو سبب رئيسي للعمى حيث تموت الخلايا الحساسة للضوء، التي تسمى العصي والمخاريط.
أخذت الدراسة خلايا من جلد الأطفال المصابين بالمرض الوراثي النادر، متلازمة أشر، في مستشفى غريت أورموند ستريت، لإعادة برمجة خلاياهم لتكوين الخلايا الجذعية، التي يمكن أن تصبح أي خلية في الجسم.
وقام الفريق بمحاكاة العمليات التي شوهدت عند الأطفال في الرحم، على مدى تسعة أشهر في المختبر، للحصول على سبعة أنواع من الخلايا لتشكيل نمط دقيق، لتصبح شبكية صغيرة - وهي الطبقة الرقيقة حول مقلة العين التي تكتشف الضوء.
وسمح ذلك للعلماء بمعرفة ما يحدث في متلازمة أشر. وتلعب الخلايا التي تسمى خلايا مولر (نوع من الخلايا الدبقية الشبكية)، دورا مهما، حيث تتقاطع مع شبكية العين وتوفر الطاقة للعينين.
ويضاف هذا الاختراق إلى الأدلة المتزايدة على أن خلايا مولر متورطة في جميع أنواع تنكس الشبكية، ربما بسبب تلفها لدى بعض الأشخاص، ولا تدعم الخلايا الحساسة للضوء في شبكية العين.
وقالت جين سودين، أستاذة علم الأحياء التطوري وعلم الوراثة في معهد غريت أورموند ستريت لصحة الطفل في جامعة كاليفورنيا، وهي مؤلفة رئيسية لدراسة العين المصغرة، والتي تجري بحثا في غريت أورموند ستريت: " تعد القدرة على استخدام العيون المصغرة طفرة في هذا المجال ، تعمل عليها العديد من الفرق العلمية. أعتقد أنه في غضون 10 سنوات ستكون العديد من حالات العمى الوراثي قابلة للعكس".
وأشار الفريق إلى أن شبكية العين هذه في طبق المختبر تساعد حقا على رؤية ما يحدث في الجزء الخلفي من العين، وهو أمر مهم لمتلازمة أشر ويمكن أن يساعد في المستقبل على تطوير علاجات أكثر تعقيدا مثل الضمور البقعي المرتبط بالعمر.
وفي الورقة البحثية، التي نشرت في مجلة Stem Cell Reports، يمكن رؤية العيون المصغرة، التي يبلغ قطرها نحو ملليمتر واحد (0.04 بوصة)، وهي تطور مشاكل مبكرة مع الخلايا العصوية المستشعرة للضوء، مقارنة بالعيون الصغيرة المصنوعة من خلايا الأطفال الأصحاء.
وأصبح من الواضح أن خلايا مولر في شبكية العين تضررت، وربما تموت، بسبب خطأ وراثي. وقد يكون لهذا تأثير غير مباشر على العصي والمخاريط في العين.