فجّرت زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي الى تايوان مساء الثلاثاء الماضي موجة جديدة من التكهنات التي تحدثت اغلبها بخروج التوتر فيما بين الحليف الكاذب والمرواغ "لتايوان" واشنطن وجمهورية"الصين" عن السيطرة والانتقال من الحرب الإعلامية الى الصراع "الخشن" الذي قد يشعل فتيل حرباً عالمية ثالثة.
الكاتب والصحفي اليمني بشير القاز تحدث عن مآلات التوتر الراهن فيما بين الولايات المتحدة الأمريكية وخصمها الصاعد "الصين"وعن اهداف وتوقيت زيارة رئيسة مجلس النواب الامريكي نانسي بيلوسي لتايوان.
القاز في حديثة لموقع "صنعاء نيوز" استبعد حالياً بانتقال تلك التوترات فيما الصين وواشنطن من حالات الحرب الإعلامية والاستعراضية الى مرحلة الصراع الحقيقي (مواجهة مباشرة) حيث وكلاهما لايرغبان ذلك في الوقت الحالي بدءاً بإعتبار الولايات المتحدة الأمريكية لم تتعدى الخطوط الحمراء من سياستها التي انتهجتها تجاه "الصين" منذ أواخر السبعينات وحتى اليوم وهي سياسة "صين واحدة "لاتعترف بحكومة "تايوان" الانفصالية وهذا مايجعل التوترات لاتتجاوز الحرب الكلامية والمناورات الاستعراضية ... مشيرًا بان الاوضاع الاقتصادية لواشنطن وتنوع الازمات التي تطوقها داخلياً وخارجياً والتي منها حرب أوكرانيا وروسيا لا يؤهلها في الظرف الراهن بان تغامر لخوض صراع عسكري مباشر مع الصين ثاني اقتصاد في العالم.
واوضح القاز بأن الزيارة الآسيوية الاخيرة "لنانسي بيلوسي" لعدد من الدول الحليفة في تلك المنطقة والتي منها "تايوان" اتت بهدف انعاش نفوذ واشنطن الذي بدأ يتنفس لحظاته الأخيرة في تلك المنطقة والعالم كما هي رسالة تطمين إلى حلفائها وخصوصا حليفتها الصناعية"تايوان" الحائزة على المرتبة 20 عالميا من حيث مستوى دخل الفرد وحجم الناتج المحلي والذي هي تحبس انفاسها خشية ان تكون الفريسة المرتقبة "للصين" نتيجة انشغال واشنطن والغرب بحرب حليفتها أوكرانيا مع روسيا.
وعن اسباب الرد "الصيني" الغير مسبوق من زيارة بيلوسي "لتايوان" مؤخرا رغم وجود زيارة سابقة لنفس المسؤول الامريكي..أكد القاز بان تغيّر موازين القوى لصالح الصين مؤخراً جعلها ترد بتلك الطريقة التي لم تعتادها "واشنطن" والتي ساهمت في اشعال نيرانها تصريحات الرئيس الأمريكي "بايدن" الذي سبقت زيارة "بيلوسي"لتايوان حيث اعلن فيها بان التدخل الامريكي العسكري الى جانب "تايوان"ضد "الصين" سيكون حتمياً عند الضرورة وهذا ما مثّل فرصة ذهبية للصين لاظهار موقفها الحاسم والغير مهزوز تجاه السياسية الأمريكية المتناقضة مع "بكين" منذ عام 1979 حيث جاءت التفسيرات لدى "الصين" بان زيارة "بيلوسي" اليوم "لتايوان" التي تنتمي إلى الحزب الديمقراطي المنتمي إليه الرئيس"بايدن" هو موقف رسمي للادارة الامريكية ، على خلاف الزيارة السابقة التي قام بها رئيس مجلس النواب الامريكي السابق"نيوت غينغريتش"لـ "تايوان" في تسعينات القرن الماضي والتي كانت تفسّر حينها على انها اتت بهدف احراج الرئيس الغير منتمي لحزبه وليس تسجيل موقفاً رسمياً للادارة الامريكية.
وأشار الصحفي القاز في حديثة بان السياسية الأمريكية تسير منذ ولادتها على عكازة الكذب والتناقض والخداع من اجل ان تبقى قطبا وحيدا لها حرية الافساد في العالم ونهب مقدرات الشعوب حتى قذفت بها الاقدار اليوم الى وحل السقوط بتسارع تراجع هيبتها ومكانتها كقوة عظمى استنسخت سيرتها من الشيطان الذي فاقته مكرا وخبثا.