كشف موقع شبكة CNN الأمريكية تفاصيل التحقيق بشأن تهديد رئيس الولايات المتحدة “دونالد ترامب” للأمن القومي الأمريكي عبر تنفيذ “توجيهات روسية” بعدد من الملفات، لاسيما عزله مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية (FBI) السابق، “جيمس كومي”، الذي كان مشرفا على تحقيقات بشأن احتمال تلقي حملة الجمهوريين لانتخابات الرئاسة دعما روسيا عام 2016.
ونشر الموقع تقريرا ذكر أن 6 من كبار مسؤولي FBI قرروا فتح تحقيق ضد “ترامب” بعد عزل “كومي”، في محاولة لفهم تصرفاته التي بدت كأنها تخدم مصالح موسكو.
واستند التقرير إلى أجزاء من سجلات مقابلتين مع أعضاء بالكونغرس الأمريكي، أفادوا بأن مسؤولي مكتب التحقيقات الفيدرالي ناقشوا احتمالين، الأول هو أن “ترامب” عزل “كومي” بطلب من روسيا، والثاني هو أن الرئيس الأمريكي لم يكن على علاقة جيدة بالكرملين، وكان يعمل ضمن حدود سلطته التنفيذية.
وبحسب المستشار العام للمكتب “جيمس بيكر” فإن فتح مسؤولي FBI تحقيق ضد “ترامب” بتهمة إعاقة سير العدالة بعد عزل “كومي” يعود إلى دافع رئيسي يتمثل في التأكد مما إذا كان تصرفات الرئيس الأمريكي تصب في مصلحة موسكو أم لا.
ويرى العديد من رموز الحزب الجمهوري- الذي يمثله “ترامب”- أن تلك التفاصيل دليل على أن مسؤولي FBI كانوا يخططون لإجراء التحقيق ضد الرئيس منذ مدة، وليس بعد إقالة “كومي”، وهو ما أشارت إليه محامية مكتب التحقيقات الفيدرالي السابقة “ليزا بايج” في تصريحات سابقة.
وأضافت “بايج” أن العميل السابق بمكتب التحقيقات الفيدرالي “بيتر سترزوك”- الذي طُرد بسبب توجيهه انتقادات لـ”ترامب”- وجه إليها رسالة نصية جاء فيها: “نحن بحاجة إلى فتح تحقيق الآن”.
وخلال مقابلتها مع محققي الكونغرس حول معنى هذه الرسالة، أكدت محامية FBI السابقة أنه كان متعلقا بفتح قضية حول تواطؤ محتمل لـ”ترامب” مع روسيا.
وأشارت إلى أن محتوى الرسالة لا يعني أنه لم يكن بإمكان مسؤولي مكتب التحقيقات فتح القضية بوجود “كومي” مديرا له، مضيفة: “الانتظار للقيام بهذه الخطوة كان من باب التردد والحذر من جانب المكتب فيما يتعلق بما يجب القيام به، وما إذا كان هناك قدر كاف من التوقعات لفتح القضية”.
وإزاء ذلك هاجم “ترامب” مكتب التحقيقات الفيدرالي و”كومي” عبر سلسلة تغريدات بـ”تويتر”، واصفا الأخير بأنه “شرطي منحرف”.
وأضاف: “لقد علمت للتو من صحيفة نيويورك تايمز الفاشلة أن القادة السابقين والفاسدين لمكتب التحقيقات الفيدرالي الذين طردوا أو أجبروا على مغادرة الوكالة لأسباب سيئة للغاية، فتحوا تحقيقا ضدي دون أي سبب وجيه أو دليل، بعد أن قمت بطرد جيمس كومي. إنها ادعاءات باطلة”.
وفي شهادته أمام الكونغرس قال المستشار العام لمكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكي “جيمس بيكر” إنه لم يناقش مع “كومي” احتمال أن تكون روسيا وراء طرده، لكنه اجتمع مع 6 مسؤولين من مكتب التحقيقات لمناقشة هذا الأمر، بمن فيهم “ستروك” و”بايج”.
وحذر “بيكر” نواب الكونغرس من أن “عرقلة التحقيق سيضر بقدرة الولايات المتحدة على معرفة ما فعله الروس، الأمر الذي سيمثل تهديدا للأمن القومي” حسب قوله.