تتبخر كل الذكريات مع قدوم ذكرى ميلاد الرحمة الكاملة لجميع البشر والنور الساطع الذي بدد الظلام وانتزع أغلال الظلم والطغيان.
ذكرى انفردت عن كل الذكريات والأحداث التي امتاز البعض بتقديس وهمها والترويج لتاريخها الزائف كأعياد العاشقين ومن في دائرتهم.
اليوم ونحن نحتفل بذكرى ميلاد من أختارة الله سبحانه وتعالى بأن يكون صاحب المهمة النبوية المعنية بإخراج الناس من الظلمات إلى النور يجب ان نقول بأن الكلمات والعبارات لايمكن لها ان تعطي هذه الشخصية التي كان خُلِقها القرآن نصيبها العادل في حصر فضائلها مهما حشدنا من عبارات المدح والثناء.
ومن هنا يجب ان نقول كيف لنا ان نفي تلك الشخصية حقها وهي التي مسيرتها صارت أهم أثر في تاريخ البشرية ومن يعتقد منا بأنه سينجح في ذلك فقد ظل عن قلب العقل والمنطق.. ولكن تبقى ذكرى ميلاده دافع قوة لتقويم النفس البشرية على منهاج مدرسته المحمدية، التي هي بمثابة وصفه علاجية تقي المسلمين من داء الانسياق وراء مفاسد النفوس .
لذلك فـ ان إحتفالنا بذكرى المولد النبوي الشريف الذي نعيش ذكراه هذه الأيام ليس للتباهي والاكتفاء بمشاعر التعبير فقط وإنما هي منبه تذكير للانسان المسلم مابين العام والعام بمواصلة السير وخوض غمار منافسات التأسي بأخلاقياته صل الله عليه وسلم حتى لا نكون من أولئك الذين يقولون ما لا يفعلون.
وفي الختام يجب ان ندرك بأن ذكرى ميلاد «الرسول صل الله عليه وسلم»ليست يوم معيّن أو فترة وجيزة نعيشها من كل عام بل الأصح ان تكون هذه الذكرى هي عطر ايامنا كلها نعيشها في كل لحظة وحين ونسير على نهج صاحبها في كل مناحي حياتنا قولا وعملا.