عندما كانت اوروبا تستعمر دول العالم، وتنهب ثرواتها وتقتل شعوبها، حتى انها ابادت شعبا عن بكرة ابيه، كما حصل في امريكا، وتزهق ارواح الالاف من الناس في تجاربها النووية ومختبراتها البيولوجية، دون ادنى رحمة، كانت الدعاية الاوروبية تعتبر هذه الفظائع "فضلا"!! جادت به اوروبا على "الشعوب المُستعمرة"!، لانتشالها من الفقر والتخلف.
المستعمر الاوروبي وبعد الفظائع التي ارتكبها في الدول الاسلامية المستعمرة، بات من غير الممكن ان يواصل ذات الطريقة القديمة في نهب ثروات الشعوب الاسلامية، فقام بتنصيب حكام يعملون في خدمته في هذه الدول، واستمرت بذلك عملية نهب ثروات هذه الشعوب بوسائل اخرى، كما وضع المستعمر عراقيل امام هذه الدول لمنعها من الاتحاد والوحدة ، او حتى القدرة على استثمار مواردها، من خلال خلق مشاكل حدودية وعرقية وطائفية ودينية بينها، وهي مشاكل تسببت في نشوب صراعات دموية بين هذه الدول، ادت الى لجوء بعض ابناء هذه الشعوب الاسلامية الى اوروبا ، هربا من الحروب العبثية والانظمة الاستبدادية والفتن الطائفية والازمات الاقتصادية.
الجالية الاسلامية الموجودة اليوم في اوروبا، تتعرض لضغوط واعتداءات شبه يومية، من قبل الجماعات العنصرية، ذهب ضحيتها لعديد من المسلمين الابرياء، بذريعة ان هذه الجاليات تهدد الهوية الاوروبية، وكان للشخصيات العنصرية اليمينية المتطرفة في اوروبا دورا كبيرا في تأجيج المشاعر العنصرية لدى الاوروبيين، لا سيما في السنوات الماضية، حيث تجاوز الخطاب العنصري الاوروبي كل الخطوط الحمراء، ويمكن الاشارة الى ما يجري في فرنسا، كمثال على صعود التيار العنصري في معظم اوروبا، وسنختار الكاتب السياسي والصحافي الفرنسي اليميني المتطرف إريك زمور، الذي من المقرر ان يترشح للانتخابت الرئاسية الفرنسية التي ستجري في شهر / نيسان ابريل القادم ، بوصفه النموذج الابرز للعنصريين الفرنسيين، فقد تجازت عنصريته، عنصرية مارين لوبون زعيمة حزب الجبهة وطنية.
زمور هذا قال خلال مقابلة تلفزيونية ، انه في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية الفرنسية، سيحظر على المسلمين في فرنسا إطلاق اسم "محمد" على أبنائهم، كما سيطلب من المسلمين قصر دينهم على العقيدة والممارسة وليس تطبيق قوانينهم.
لزمور هذا تصريحات تفوح منها رائحة عنصرية نتنة، ضد الاسلام المسلمين، فهو يعتبر النازية افضل من الاسلام ،حيث يقول: "في الكثير من الأحيان يغضب مني البعض لأنني أقارن الإسلام بالنازية، يعتبرون ذلك غير معقول، وأنا أتفق معهم في هذا الأمر أحيانا، نعم، من غير المعقول مقارنة النازية بالإسلام، ذلك الدين الدموي، هذا ظلم كبير للنازية والنازيين دون شك".
كما كان مهلما للسفاح الذي قتل نحو 50 مسلما في مسجد في نيوزيلندا، وكان من اكثر المؤيدين للجريمة البشعة، ففي حديث له متلفز يقول زمور:"مُنفِّذ الاعتداء زار فرنسا، ورأى انتشار العرب والمسلمين فيها، وكيف أنهم أصبحوا فعلا أغلبية في عدد من المناطق الجغرافية، هو لم يكن يحتاج إلى أن يتأثر بأفكار أحد، لأنه رأى كل شيء بأم عينيه"
اخيرا، هذا المسخ الذي يسعى ليكون رئيسا لفرنسا، وله ملايين من الانصار، ويخشى من اسم نبي الرحمة "محمد" صلى الله عليه واله وسلم، لم يخرج من العدم، فهو نتاج الحضارة الغربية المادية، التي ترى في وجود الجالية المسلمة في فرنسا تهديدا لها، بينما كانت ترى استعمارها ونهبها للشعوب الاخرى، "نعمة" منت بها على الاخرين.