المتابع للاعلام التطبيعي العربي يُصاب بحالة من الذهول والحيرة، لحجم الحقد الدفين الذي ينخر بقلوب وعقول، مموليه والقائمين عليه والعاملين فيه، على القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية، وهو حقد يتصاغر امامه حقد الصهاينة انفسهم، فاليوم وبعد الانتصار الكبير الذي حققته المقاومة في غزة على "اسرائيل"، نصب عرب التطبيع سرادق العزاء، لحليفهم البائس نتنياهو ورهطه من جنرالات الخيبة.
عندما نقول ان عرب التطبيع ، او حديثي التطبيع، او عرب الردة، هم اكثر حقدا من الصهاينة على الشعب الفلسطيني، فاننا لا نظلمهم ولا نتهمهم، بل ننقل حقائق فقط، فاليوم وبعد ان وقفت عاصفة صواريخ المقاومة، جند هؤلاء كل ما يملكون من امبراطوريات اعلامية و صحافة وذباب الكتروني، وجيوش من المرتزقة من عبدة الدولار النفطي، لاظهار "عبثية" هذه الصواريخ، وانها ليست سوى "مواسير" و "مفرقعات" و..، ردت عليها "اسرائيل"، بتدمير غزة وقتل اكثر من مئتي فلسطيني.
في مقابل هذا الحقد التطبيعي العربي، هناك حقد صهيوني، ولكنه، اقل بكثير من حقد المطبعين العرب، فهذه هيئة البث "الاسرائيلية" "مكان" تعترف وبشكل لا لبس فيه، إن 78% من الصواريخ التي أطلقت من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، خلال 11 يوماً، دكت اهدافها، دون ان تتمكن القبة الحديدية من اعتراضها!!.
اللافت ان هيئة البث "الاسرائيلية"، فضحت كذب نتنياهو وحكومته عندما كشفت نقلا عن مصادر عسكرية "اسرائيلية" ان القبة الحديدية تمكنت من اعتراض 22% فقط من صواريخ المقاومة الفلسطينية، لا 90% كما أعلنت حكومة نتنياهو.
اللافت ان ابواق التطبيع، تعتقد ان المخاطب العربي لا يستمع الا لها، بينما اكدت الاحصائيات ان مساحة مخاطبي هذا الاعلام المفضوح تتقلص يوما بعد يوم، حيث يمكن لمس هذه الحقيقة من تعاطف الشعوب العربية في السعودية والامارات وغيرها مع انتصارات غزة، بينما كان اعلام البلدين يشكك ليل نهار في هذه الانتصارات.
اخيرا، ومن اجل ان نلقم الاعلام التطبيعي حجرا، ننقل بعض ما يقوله اسيادهم في الغرب عن انتصار غزة، فهذا الكاتب البريطاني، جوناثان فريدلاند، في مقال نشرته صحيفة "الغارديان"، يقول ما نصه:" يقدم القادة العسكريون تقارير تفيد بأن عملية حارس الأسوار نجحت في تقليص قدرة حماس العسكرية، وأن معظم من قتلوا في العملية هم من مقاتلي حماس، وأن ما تم إنجازه خلال الأيام العشرة الماضية يتجاوز بمراحل ما تم إنجازه في حروب 2009 و2012 و2014 مجتمعة"..
"ولكنهم لا يخدعون أحداً، فإسرائيل تدرك أنها تعرضت لكارثة استراتيجية، فقد كانت هذه "أكثر الحروب الحدودية فشلاً وعبثية" في التاريخ، بحسب ما كتبه محرر صحيفة هآريتس، ألوف بين. فهي لم تتوقع هجوم حماس عليها، ولن تغيب نقاط الضعف التي انكشفت لديها عن نظر حزب الله في الشمال الذي يمتلك ترسانة أقوى بكثير من تلك التي تملكها حماس".