شهدت العاصمة صنعاء مسيرة جماهيرية كبرى اليوم تضامناً مع الشعب والمقاومة الفلسطينية والتنديد بالعدوان الصهيوني على فلسطين.
ورددت الحشود المشاركة في المسيرة، شعارات منددة بما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عدوان من قبل قوات الاحتلال الصهيوني الغاصب وما يرتكبه من جرائم بحق الفلسطينيين والمقدسات الإسلامية.
وأكدوا موقف الشعب اليمني الثابت والمبدئي في نصرة الشعب الفلسطيني وحقه في تحرير فلسطين والمقدسات الإسلامية وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وحمل المشاركون الإعلام الفلسطينية.. مؤكدين أن القضية الفلسطينية كانت وستظل القضية المركزية والأولى للشعب اليمني رغم ما يتعرض له من عدوان وحصار للعام السابع على التوالي.
وفي المسيرة التي بدأت بالقرآن الحكيم والسلام الجمهوري، ألقى عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، كلمة المجلس السياسي، رحب فيها بالحشود الجماهيرية والفلسطينيين المشاركين في المسيرة.
وقال " نحن شعب الإيمان نرقب عن كثب الأوضاع في فلسطين، وكما قال قائد الثورة أن هناك تنسيق مستمر مع الفصائل الفلسطينية ولكن يجب أن نتحدث عن بعض الأشياء خاصة وأن هذا اليوم هو يوم موقف من العدو ومن التطبيع، ويوم لمناصرة القضية الفلسطينية".
وأشار إلى أن القضية الفلسطينية ليست حصرا على الفلسطينيين بل هي قضية كل العرب والمسلمين، ونحن جزء من فلسطين وهي جزء منا، وقضية فلسطين هي القضية الأولى رغم العدوان والحصار.
ولفت محمد علي الحوثي، إلى أن الكثيرين تحدثوا عن دعوة قائد الثورة من أجل الإنفاق لدعم فلسطين.. وقال" نحن اليوم نجاهد بأموالنا وبكلمتنا ونجاهد بهذا الموقف وبإعلامنا وبكل ما نستطيع أن نصل إليه، ويكفينا فخرا أن نكون من القوم الذين ينفقون بالرغم من أنهم في مأساة وحصار بسبب المجرمين الطغاة من دول العدوان".
وأضاف " نقول لدول العدوان وغيرها من الدول المتحالفة ضد اليمن، ألا يستحق القدس والأقصى الشريف أن تقدموا من أجله كما فعلتم في حربكم ضد اليمن".
وأردف " نحن في الجمهورية اليمنية في ظل عدوان وحصار منذ سبع سنوات وأنتم أعلنتم شروطا لوقف العدوان على بلدنا وزعمتم أنكم من أجلها تقاتلوننا، وإن كنتم تتحركون من أجل أمريكا وإسرائيل لكن نفترض ونسلم أن حربكم جاءت من أجل الشروط التي أعنتموها نقول لكم أذهبوا ونحن حاضرون ونعلن اليوم الاستعداد للتوقف في كل الجبهات التي تعتدون منها علينا على أن تتوقفوا أنتم وتذهبون إلى فلسطين لتحرير الأقصى الشريف بطائركم ودبابتكم ومدرعاتكم، وسنكون إلى جانبكم".
ومضى قائلا " نريد أن نجد حزمكم وعزمكم في المكان الصحيح وأن نرى قصف الطيران في المكان الصحيح، وأن تغيثوا إخواننا في فلسطين لأنكم تزعمون بأنكم الدول الإقليمية التي تحافظ على العروبة فاذهبوا إلى فلسطين ونحن جاهزون لمساندتكم بقوتنا الصاروخية أو بالمسير أو بأبطالنا في الميادين".
كما أكد عضو السياسي الأعلى، أن المعركة اليوم مع العدو ليست عسكرية فحسب بل سياسية ومثلما حشد تحالف العدوان سياسيا ضد الجمهورية اليمنية لم نجد ذلك الحشد بالنسبة لفلسطين.
وتساءل" أين دوركم في الحشد السياسي وفي الحرب الإعلامية من أجل فلسطين، لم نجد سوى تلك الأبواق تتحدث عن القضايا الهامشية وكأنه لا يحدث شيء في فلسطين".
وشدد على أهمية أن يكون هناك حرب إعلامية موجهه ضد الاحتلال الإسرائيلي وتعريته أمام الشعوب العربية والإسلامية وما يرتكبه من جرائم بحق الفلسطينيين.. وقال" يجب أن يتحرك إعلامنا لا لينقل الصورة فقط بل ليستنهض الأمة والشعوب ويعري العدو".
وتابع قائلا "في فلسطين الإباء رأينا الرجال وهم يدهسون العدو ويقصفونه بصواريخهم وبكل ما يملكون، وهذا الأمر أسقط صفقة القرن".. لافتا إلى أن العدو الإسرائيلي اعتدى على المسجد الأقصى والقدس، وعلى الشعوب العربية والإسلامية الوقوف إلى جانب فصائل المقاومة الفلسطينية في تصديها لهذه الاعتداءات كون القضية واحدة.
وتساءل" منذ متى قبلنا أن يكون هناك تجزئة فيما بين الأقصى والضفة والقطاع، بل يوجد شعب واحد وقضية واحدة للمسلمين جميعا".
وقال :" إن أبناء فلسطين اليوم في الخندق الأول المدافع عن أبناء الأمة العربية والإسلامية، ونحن في اليمن حاضرون لان ندعم بأموالنا وأن نتحرك، وقد تم تشكيل لجنة لجمع التبرعات بكل شفافية، فمن شعب المدد سيتجه الدعم إلى شعب فلسطين الصمود وإلى مقاومته الحرة الأبية".
وأكد أن قضية فلسطين هي قضية الوحدة العربية والإسلامية، وقضية دينية كما أكد عليها قائد الثورة.
كما نقل محمد علي الحوثي، للحاضرين تحيات قائد الثورة والمجلس السياسي الأعلى.. معبرا عن الشكر لهذا الحضور الحاشد الذي أوصل رسالته بأن القدس أقرب من صنعاء بالنسبة للسعودية لأن حدودها ملتصقة بفلسطين، وكذلك للإمارات التي ذهبت للتطبيع مع العدو الصهيوني، فتحرير القدس أقرب سياسيا واقتصاديا وعسكريا.
وفي المسيرة، أكد ممثل حركة الجهاد في اليمن أحمد بركة، أن الجماهير اليمنية المحتشدة اليوم خرجت من أجل نصرة فلسطين والأقصى والدماء التي تسال على أرض فلسطين ويوجهون رسالة إلى الشعب الفلسطيني بأنهم معه في كل محطات نضاله وجهاده.
ولفت إلى أن المرحلة التي يخوضها أبناء الشعب الفلسطيني اليوم هي استعداد لملحمة التحرير الأخيرة مع المحتل الغاصب.. وقال " لقد انتهى الزمن الذي يُستهدف فيه أبناء الشعب الفلسطيني لوحدهم وتنتهك فيه حرمة القدس دون أن يدافع عنها أحد".
وأشار ممثل حركة الجهاد، إلى أن بركة فلسطين حاضرة في المعركة التي يخوضها أبناؤها ضد المحتل الغاصب.
من جانبه أوضح ممثل حركة حماس معاذ أبو شماله، أن القدس هي قبلة المسلمين الأولى ومسرى الرسول ومعراجه إلى السماء وقلب فلسطين والأمة، وستظل في قلب كل عربي ومسلم حر.
وخاطب الجماهير المحتشدة بالقول" نرفع لكم التحية من أهلنا الصامدين والمجاهدين في ربوع فلسطين الذين لازالت أصابعهم على الزناد يقارعون المحتل الغاصب ويوقعون به الخسائر".
ولفت إلى أن الشعبين اليمني والفلسطيني جسد واحد وقضيتهما واحدة.. مؤكدا أن الحشود اليمانية تبعث رسالة للعدو الصهيوني مفادها أن القدس كانت وستظل عربية إسلامية ومن المستحيل أن ينفرد بها الصهاينة.
وأضاف أبو شمالة " اليمنيون يؤكدون لأهلهم في فلسطين بأنهم إلى جانبهم ولن يتخلوا عنهم حتى يتم تحرير كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة، كما أن هذا الخروج يمثل رسالة للمطبعين بأن الأمة لازالت بخير ولن تسير وراء مشاريعهم الخيانية".
فيما أوضح ممثل الحركة الديمقراطية لتحرير فلسطين خالد خليفة، أن تصعيد العدو الصهيوني يتزامن مع الذكرى السنوية الـ 73 لنكبة الشعب الفلسطيني، وما تعرض له من مأساة وتهجير لا تختلف عما يقوم به كيان الاحتلال اليوم من ممارسات عدوانية وإرهابية واستهداف للأبرياء والأعيان المدنية في كافة الأراضي المحتلة.
وأكد أن التصعيد العدواني الصهيوني على الشعب الفلسطيني بشراكة أمريكية خلف مئات الشهداء والجرحى وجعل الكثير منهم بلا مأوى.
وأفاد ممثل الحركة الديمقراطية الفلسطينية بأن الولايات المتحدة هي التي وفرت للكيان الصهيوني الضوء الأخضر لتصعيد عدوانه على الشعب الفلسطيني من خلال صفقة القرن والتغطية على ما يقوم به في الأروقة والمحافل الدولية.
وأشاد بموقف أبناء الشعب اليمني الأحرار وقيادتهم الحكيمة من كافة القضايا العربية والإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وهو موقف نابع من الهوية الإيمانية والقيم الدينية الراسخة للشعب اليمني وقيادته.
وأكد أن معركة الشعب الفلسطيني مع الكيان الصهيوني جزء لا يتجزأ من معركة الشعب اليمني مع تحالف العدوان.
وأكد بيان صادر عن المسيرة، أن معركة سيف القدس هي معركة الأمة جمعاء، وجميع المسلمين مدعوون لخوضها بكل الوسائل الممكنة.
وحيا البيان، فصائل المقاومة في غزة لشجاعة موقفها التاريخي نصرة للقدس والأقصى.. معتبرا اشتعال الضفة والمناطق المحتلة، دليلا عمليا على إرادة فلسطينية صادقة نحو التحرر الشامل ورفض كيان الاحتلال.
وأكد بيان المسيرة، أن زمن سيطرة العدو على القدس والأقصى قد ولى، وثمن استمرار اعتداءاته سيكون كبيرا.
وقال "إن الجرائم الوحشية بحق أهل غزة والضفة والمناطق المحتلة سترتد على كيان العدو غضبا صاروخيا مدمرا".
وأضاف" إن شعوب المنطقة معنية بأن تنتصر بكل قوة للأقصى وغزة، وأن تجعل معركة سيف القدس تدشينا لحقبة تحرير كل فلسطين".
ولفت البيان إلى أن دوي صواريخ المقاومة في تل أبيب والمناطق المحتلة وشلل كيان العدو هو من تباشير تحقيق وعد الآخرة وعلى الأمة أن تستعد لذلك.
وأكد أن الشعب اليمني لن يألوا جهدا في نصرة فلسطين شعبا ومقدسات، رغم العدوان والحصار المفروض عليه.