قتل اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، في غارة أمريكية بالعاصمة العراقية بغداد ليل الخميس، كما قتل في الغارة نائب رئيس هيئة الحشد أبو مهدي المهندس.
وذكر التلفزيون الإيراني الرسمي، فجر اليوم الجمعة، أن سليماني قتل في غارة نفذتها مروحيات أمريكية على مطار بغداد الدولي وطريق قريب منه.
وقال ممثل المرشد الإيراني أحمد خاتمي، خلال خطبة الجمعة، إن "الضربة الأمريكية قتلت 25 شخصاً، وهذا اعتداء واضح على السيادة العراقية".
من جهتها، قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن الجيش قتل سليماني بناء على توجيهات الرئيس دونالد ترامب، "كإجراء دفاعي حاسم لحماية الموظفين الأمريكيين بالخارج".
وذكرت الوزارة في بيان أن سليماني أقر الهجمات الأخيرة على السفارة الأمريكية في بغداد، وكان يعمل في دأب على تطوير خطط لمهاجمة الدبلوماسيين والجنود الأمريكيين في المنطقة، واعتبرت أن قتله يهدف لردع خطط إيران.
وقال البنتاغون: إن "سليماني وفيلق القدس التابع له مسؤولان عن مقتل مئات من القوات الأمريكية وقوات التحالف".
في غضون ذلك، نشر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على حسابه بموقع تويتر صورة للعلم الأمريكي دون تعليق.
وأوضح بيان البنتاغون أن سليماني كان "يخطط لمهاجمة الدبلوماسيين الأمريكيين وأفراد الخدمة العسكرية في العراق وفي أنحاء المنطقة"، وأن العملية تمت بهدف "ردع" إيران عن التخطيط لهجمات جديدة، مؤكداً أن الولايات المتحدة ستتخد كل ما يلزم "لحماية الأمريكيين والمصالح الأمريكية في أي مكان حول العالم".
مقتل أبو مهدي المهندس
وكان التلفزيون العراقي الرسمي قد نقل عن مصدر في إعلام الحشد الشعبي أن اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس، وأبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد، قتلا في قصف استهدف سيارتهما على طريق مطار بغداد.
وقال متحدث باسم الحشد: إن "الأمريكيين والإسرائيليين وراء مقتل سليماني والمهندس"، وفقاً لما نقلته عنه وكالة رويترز.
من جانبها، أفادت مصادر أمنية عراقية لوكالة "الأناضول"، فضلت عدم كشف اسمها، بمقتل صهري كل من "سليماني" وعماد مغنية، في الغارة الأمريكية
وقال المصدر في الشرطة إن "القصف الجوي الأمريكي أدى إلى مقتل صهري سليماني ومغنية (قيادي سابق في حزب الله اللبناني)"، مضيفاً أن عدد القتلى جراء الغارة ارتفع إلى 10.
وحذر مراقبون من أن الضربة تنذر بتداعيات خطيرة قد تستمر طويلاً، مذكّراً بما قاله قياديون في الحشد الشعبي في الآونة الأخيرة من أن المعركة مع الولايات المتحدة باتت مفتوحة على كل الاحتمالات.
وجاءت تلك التطورات على خلفية قيام عشرات المحتجين، الثلاثاء الماضي، باقتحام حرم السفارة الأمريكية في بغداد، وأضرموا النيران في بوابتين وأبراج للمراقبة، قبل أن تتمكن قوات مكافحة الشغب العراقية من إبعادهم إلى محيط السفارة.
الاقتحام جاء رداً على غارات جوية أمريكية، الأحد، استهدفت مواقع لكتائب "حزب الله" العراقي، أحد فصائل "الحشد الشعبي"، بمحافظة الأنبار (غرب)، ما أسفر عن سقوط 28 قتيلاً و48 جريحاً بين مسلحي الكتائب.
وشنت الولايات المتحدة الضربات الجوية رداً على هجمات صاروخية شنتها الكتائب على قواعد عسكرية عراقية تستضيف جنوداً ودبلوماسيين أمريكيين، قتل خلال إحداها مقاول مدني أمريكي قرب مدينة كركوك (شمال).
ويتهم مسؤولون أمريكيون إيران بشن هجمات صاروخية ضد قواعد عسكرية تستضيف جنوداً ودبلوماسيين أمريكيين في العراق، عبر وكلائها من الفصائل الشيعية، وهو ما تنفيه طهران