في خطوة هي الأولى من نوعها بعد انقطاع العلاقات، وجّه الرئيس الإيراني حسن روحاني رسائل منفصلة للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، بشأن مبادرة "هرمز للسلام" حول ضمان أمن الملاحة بالخليج بمشاركة دول الساحل كافة، وفقاً لإعلان الخارجية الإيرانية، اليوم السبت.
وبذلك، أكدت الخارجية الإيرانية صحة تقارير نشرت اليوم السبت في وسائل إعلام إقليمية، حول إرسال هذه الرسائل إلى قادة السعودية والبحرين، مشيرة إلى أن روحاني بعث برسائل لقادة دول مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى الرئيس العراقي برهم صالح.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، إن رسائل روحاني تضمنت "النص الكامل لمبادرة هرمز للسلام"، مضيفاً أن الرئيس الإيراني دعا فيها دول مجلس التعاون الخليجي و العراق إلى العمل معاً لتأمين أمن الملاحة في الخليج.
واعتبر موسوي أن توجيه هذه الرسائل إلى قادة الخليج والعراق "يؤكد جدية جمهورية إيران الإسلامية، والأهمية التي توليها لدول المنطقة في تأمين الاستقرار والأمن في الخليج"، مضيفاً أنّ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف سيبعث قريباً برسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس حول هذه المبادرة.
وفيما لم تكشف الخارجية الإيرانية الطريقة التي أرسلت طهران من خلالها الرسائل إلى قادة السعودية والبحرين، نظراً إلى انقطاع العلاقات مع الدولتين، أفادت تقارير إعلامية كويتية بأنّ ذلك تم عبر الخارجية الكويتية.
ويأتي إرسال هذه الرسائل في وقت يجري فيه رئيس وزراء باكستان عمران خان وساطة لحلّ الخلافات بين الرياض وطهران، حيث قام، خلال الشهر الماضي، بزيارتين إليهما، معلناً أنه يحمل "مبادرة شخصية" لحلّ الخلافات بين إيران والسعودية، نافياً أن يكون أحد طلب منه الوساطة.
وقال خان إنّ "السبب الرئيس" لزيارته الإقليمية "هو منع وقوع حرب جديدة في المنطقة"، معرباً عن أمله في أن تستضيف إسلام أباد حواراً بين الرياض وطهران خلال المرحلة المقبلة.
وكان الرئيس الإيراني قد كشف خلال كلمة له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، في سبتمبر/ أيلول الماضي، عن مشروع "هرمز للسلام" لتأمين الملاحة البحرية في الخليج ومضيق هرمز من خلال مشاركة كافة دول الساحل.
وجاءت الخطوة الإيرانية، بعد هجمات وتفجيرات استهدفت ناقلات النفط في المياه الخليجية، وأخرى استهدفت منشآت نفطية لشركة "أرامكو" السعودية، خلال الشهور الماضية، وُجّهت اتهامات إلى طهران بالوقوف وراءها، لكنها نفت ذلك.
وعند إزالة الستار عن المبادرة أمام الجمعية العامة، دعا روحاني "جميع الدول المتأثرة من تطورات الخليج ومضيق هرمز إلى الانخراط في "تحالف الأمل" (HOPE) وهو اختصار لمبادرة السلام في هرمز (Hormoz Peace Endeavor)".
ودعا روحاني دول المنطقة إلى المشاركة في تأمين أمن الخليج وبحر عمان ومضيق هرمز، إلا أنه أكد في الوقت نفسه أن ضمان حرية تصدير النفط وبقية مصادر الطاقة "مرهون باعتبار الأمن مظلة واسعة في كافة المجالات لجميع الدول". واعتبر أن هدف "تحالف الأمل هو الرقي بالسلام والاستقرار والازدهار والرخاء لكافة سكان منطقة مضيق هرمز والتفاهم المتبادل وعلاقات الصادقة بينهم".
وأضاف أن هذه المبادرة تشمل التعاون في مجالات "تأمين أمن الطاقة للجميع وحرية الملاحة والنقل الحر للنفط وبقية مصادر الطاقة من وإلى الدول المحيطة بمضيق هرمز وأبعد منه".
وأكد روحاني أن هذا التحالف "يرتكز على مبادئ مهمة، مثل الالتزام بأهداف وثوابت الأمم المتحدة والاحترام المتبادل والمصالح المتبادلة والمنزلة المتساوية والحوار والتفاهم واحترام سيادة ووحدة الأراضي والحدود الدولية غير القابلة للتغير والحل السلمي لكافة الخلافات".
وأشار الرئيس الإيراني إلى أن مبادرة السلام في هرمز "مبنية على مبدأين أساسيين: عدم الاعتداء وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى"، داعياً الأمم المتحدة إلى "إيجاد مضلة دولية لتحالف الأمل"، ومعتبراً ذلك "ضرورة".
وأطلق وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الثلاثاء، مبادرة "هرمز" للسلام، داعياً دول الجوار إلى الانضمام إليها.
وقال ظريف، في كلمة ألقاها خلال الاجتماع الوزاري الإقليمي لمؤتمر ميونخ الأمني في الدوحة، "أدعو إلى مبادرة بناء الثقة بين دول المنطقة في ظل مبادرة هرمز للسلام".
وعرض ظريف تفاصيل المبادرة، قائلاً إنها "تقوم على رفض العدوان، ورفض التدخل في الشؤون الداخلية، وأمن الطاقة، والتحاكم إلى القانون الدولي"، مشيراً إلى "أن مضيق هرمز عامل مشترك بين دول الخليج".