تساؤل يطرح نفسه: لماذا الاحتفال بالمولد النبوي الشريف؟
لأن الإسلام دين ودولة، فالباحث المتعمق في أمور الدنيا والآخرة يصل إلى نتيجة مفادها أن عظمة الإسلام وأعلى مراتبها الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله، وقد تحققت في عهد أشرف خلق الله عليه أفضل السلام والتسليم محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم القرشي بسيرته العطرة صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله المنتجين الأخيار الطاهرين ،طهارة القلب والجسد من النميمة والحسد والتفريق بين ما هو حلال وما هو حرام، فمنذ ولادته صلى الله عليه وسلم كان المثل والقدوة والهادي إلى الطريق المستقيم.
في الوقت الحاضر المتأسلمون والمتيهودون يحتفون بالكريسميس وعيد ميلاد المسيح وبنحرفون بمشاريع هدامة للمجتمعات بالتطبيع مع كيان غاصب نحو الهرولة للحماية، ويضحون بكل ما هو مقاوم وإسلامي، فمثلا كتاب السلطة ومشائخ السلاطين والأباطرة الجدد يسخّرون أقلامهم للتباكي عن مظالم اليهود”!! ويقدحون في محور المقاومة حتى أن البجاحة وصلت بهم إلى التلميح بالتشكيك بخاتم الرسل صلى الله عليه وسلم.. وفتحت ما تسمى “يديعوت احرونوت” صفحاتها للعقول المسخ الذين يبررون لهذا الكيان الغاصب ما يسمى بمظلوميته!!
اليوم تشهد الساحة الإسلامية تباكى الأعراب على النصارى واليهود بغية تخريب القدوة “الأم” والتشكيك في علماء المسلمين حتى لا يسمعهم أحد، وهو مخطط جديد احتلالي الغرض منه طمس الهوية العربية الإسلامية والتشكيك في خاتم الرسل محمد صلى الله عليه وسلم ، ذلك التشكيك الذي تعرض له في حياته وعند نزول الوحي والقرآن الكريم من قبل عبدة الأوثان ليحافظوا على هيبتهم وقوتهم وفسادهم وثقافتهم بصدد الرسالة السماوية حينما لجأوا إلى ذلك التشكيك بالترهيب والترغيب وظهر المنافقون في المدينة المنورة وليس في مكة المكرمة حيث المعاونون وجبابرة الأصنام واتباع “هبل” الذين ظهروا من جديد في حارة ما تسمى البحرين حاليا.. جهارا نهارا وفي غيرها من الدويلات التي فرطت سرا بأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وشردت أهل الأرض واتبعت هوى الشيطان..
قبل ألف وأربعمائة وخمسين سنة بدأ الإسلام بمولد الرسول محمد خاتم الأنبياء والمرسلين الذي أخذ بيد المستضعفين من يد ونفوذ وجبابرة “هبل” إلى الحق والعدل والمساواة، فأصبح لا فرق بين عربي على عجمي إلا بالتقوى وفتحت على يديه وأصحابه رضوان الله عليهم بلاد الشرق والغرب بالعدل والمساواة.. وقد شهدنا ترامب” وهو يصف الحجاج المسلمين ويقول “هذا خطر على العالم” وظهر صهيوني آخر يقول “لو استمر الإسلام لأصبح العالم كله إسلاميا فيجب القضاء عليه”!!
ووجدنا المنافقين الجدد الذين ارتموا في أحضان الصهيونية العالمية والماسونية الصانعة للقاعدة وداعش محاولين إلغاء العقل والعدل والمعاملة الحسنة لأن الدين الإسلامي هو دين المعاملة.
والنبي محمد صلى الله عليه وسلم وصى بسابع جار وأول قاضية في الإسلام بعد ظلام عهود الأباطرة هي خديجة بنت خويلد رضوان الله عليها، ونسي العربان المتصهينون قوله تعالى” وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ “.
فهذا هو ديدنهم والمخطط الجديد للإسلام والمقاومة الإسلامية طالما وهو آخر الأنبياء والرسل وآخر الديانات الذي بدأ غريبا ويريدونه اليوم أن ينتهي غريبا ولكن قيم الإسلام ووصية الرسول محمد صلى الله عليه وآله بعد أن أدى الأمانة وغرس الإسلام في القلوب والنفوس والعقول حين قال في خطبة الوداع ” الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا ” وأضاف “دم الإنسان وماله وعرضه حرام عليكم من اليوم إلى يوم الدين اللهم اني بلغت.. اللهم فاشهد”.
اليوم ظهر النفاق والمنافقون الجدد في البر والبحر وظهر المناصرون المنبطحون للشرك والكفر من أصحاب العقالات والأعراب الذين هم “أشد كفراً ونفاقاً”.
اليوم أصحبوا يجاهرون ويتفاخرون بالكفر ويظهرون ما يخفون من مرض في قلوبهم وعقولهم بفضل مشائخ السلطات والبترودولار وحماية العروش والجيوب والكروش في الدنيا الفانية.. يجاهرون بالمراقص والاختلاط وبقشور ما يسمونه بالخمر الحلال إرضاء لأسيادهم واتباعا لنزواتهم وشهواتهم ناسين أو متناسين أن الآخرة خير وأبقى فالرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه مازال حيا في القلوب والمنابر والمآذن من اليوم حتى قيام الساعة.
أما المنافقون الذين يظهرون ما لا يبطنون فقد نسوا أنهم في الدرك الأسفل من النار، وحسبنا الله ونعم الوكيل.. لأنه في آخر الزمان تكثر الأهوال ولا حول ولا قوه إلا بالله العلي العظيم.. وصلى الله وسلم على أفضل البشر محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم القرشي في مولده وسيرته العطرة.